هل استمعت يوماً الى إذاعة دارفور أف أم ؟ إذا لم تستمع لها وكنت ترغب في معرفة تراث وتنوع الشعب السوداني انصحك بالاستماع لها، نعم اسمها مخصوص بدارفور، ولكنها جمعت السودان مذيعين وضيوفا وثقافة وقيما، ثم أخرجت ذلك عبر الاثير لتذكرنا أن الدنيا وبلادنا بخير وأن خير أهلنا غالب على الشر وسطهم استمعت لعدد من الإذاعات التي تبث أثيرها في آلاف أم وكنت أمني نفسي باذاعة تشدني اليها وأجد نفسي كمواطن سوداني في موادها ليس لجهتي أو قبيلتي، ولكن كل بلادي ولكن للأسف وجدت الغالبية تستورد لنا الفن والغناء وتهتم باخبار ومنوعات الانترنت أكثر مما يزخر به سوداننا الحبيب، ومن بين هذا الكم خرجت إذاعة دارفور إف إم لتقل «نحن غير» وفعلاً هم غير في التنوع والمواد الوطنية والاهتمام والاجتهاد وحب الخير والعمل من أجل السلام في الوقت الذي تتسابق فيه القنوات الخارجية وبعض الإذاعات المرتبطة بالخارج لإثارة الفتن وسط أهلنا بولاية دارفور، وتنقل الأخبار الكاذبة والتي بها جانب كبير من الكذب وعدم المصداقية، تسارع إذاعة دارفور إف إم لرتق النسيج الاجتماعي باستضافة الأعيان والمتحدثين الذين عرف عنهم حب الخير لأهلهم وحكمتهم، ولم يكن ذلك من مقرها بالخرطوم وإنما بشبكة مراسلين ميدانيين في أغلب مناطق دارفور، الأمر الذي جعلها قريبة من الحدث وربما باتت مرجعية في صدق المعلومات الواردة من هناك، دعاني مدير الإذاعة الأستاذ ابوعبيدة يوسف لمشاركتهم إفطارهم السنوي بمقرها ولبيت الدعوة فوراً، لأن الإذاعة هذه أكبر دعم لمبادرتنا المسماة صحفيون ضد العنف القبلي ومنذ أول يوم قال لنا مؤسسها السفير ماجد يوسف ومديرها أن أبوابها وقاعاتها مفتوحة لكل مناشطنا وعززوا ذلك بياناً بالعمل عندما استضافوا المبادرة في دورة مجانية عن تغطية الأخبار في مناطق النزاعات قدم المدرب الوطني الخبير الأستاذ خالد دناع ثم درجوا على استضافة أعضاء مبادرة صحفيون ضد العنف القبلي في عدد من برامجهم التفاعلية واتاحوا لنا مساحة للتبشير بالمبادرة والسلام الاجتماعي والتعايش السلمي، حسبت نفسي إنني وعدد من زملائي الصحفيين وحدنا الغرباء على الاذاعة في إفطارها، ولكن بمجرد أن ولجت وجدت بحر ابوقردة وزير الصحة وحيدر جالوكما وزير الشباب والرياضة، والصادق زكريا وزير الزراعة بالسلطة الاقليمية، وسلطان الفور والصادق الرزيقي، رئيس اتحاد الصحفيين، ود. محمد محجوب هارون مدير مركز أبحاث السلام بجامعة الخرطوم بجانب عبدو داؤود وزير الدولة بالصناعة، وعادل الباز الكاتب الصحفي المعروف، وحماد اسماعيل والي جنوب درافور، والعبيد مروح الامين العام السابق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات السابق، فضلاً عن صحفيين وإذاعيين آخرين.. المتحدثون في الإفطار وإن أوجزوا أحاديثهم إلا أنهم اجمعوا على أهمية الدور الذي تلعبه إذاعة دارفور إف أم في اشاعة السلام في دارفور وأشادوا بالحراك الكبير لطاقمها بالمركز والولايات، وتقدم عدد منهم بمقترح لإنشاء لجنة مهمتها دعم الاذاعة في كافة المجالات ليس لعلاقة شخصية تربطهم بأصحابها ومؤسسيها، ولكن نظرها لما قامت به من عمل خلال الفترة الماضية في جميع المناسبات... التحية للزملاء والزميلات في إذاعة دارفور اف ام فقد كنتم خير مثال للإعلام الهادف ونحن فخورون بكم ... كونوا بخير.