٭ في الآونة الأخيرة شهدت البلاد هجرة الكوادر المختلفة من المؤهلات والاختصاصات المختلفة المهاجرة إلى دول المهجر، للبحث عن العمل أو الانتداب من بعض الدول المجاورة لكسب خبرتهم الكبيرة التي لم يستفد منها وطنهم.. وبذلك نكون قد فقدنا الكثير من خبراتنا والاستفادة منها من حقوق الوطن عليهم. ٭ تحتاج البلاد إلى الكثير من التنمية والحضارة ومواكبة التطورات الحديثة في مختلف المجالات التي قد ترفع من شأنها بين الدول الأخرى في كل المجالات العريضة.. هناك الأطباء والمهندسين والمعلمين والعلماء وكبار الموظفين وخريجي الجامعات قد «حزموا» حقائبهم وغادورا الوطن وقلبهم يعتصر لفراق أهلهم ووطنهم.. ولكنها الحاجة ليس إلى المال فقط، بل للتقدير والتقييم المهني وغيره.. فقد لعبت «الوساطة» في التوظيف دوراً كبيراً في فقد الكوادر المؤهلة وتعيين الشخص الذي له «ظهر» وهو لا يملك «ربع» ما يملك ذاك الذي خانته «الوساطة». ٭ نحن صدًّرنا إلى مختلف الدول العربية منها والأجنبية كل تلك الخبرات والمؤهلات الكبيرة التي فقدناها ونحن في أشد الحاجة إليها بقلب جامد، وصبرت حكومتنا على فراقهم لما يعود منهم من ضرائب وزكاة فقط .. ولكن بالمقابل كل من وفدت إلينا من عمالة أجنبية لم تضاه أو تقارب أو تواز تلك التي هاجرت منا فإنتفع بها غيرنا وحرمنا من نفعها .. ٭ معظم الوافدين إلينا إن لم يكن أغلبهم لا يساوون 5% ممن هاجروا منا في الخبرة والكفاءة .. ٭ ليس محاباة لأبناء وطني ولكن الشعب السوداني به من الكفاءات والخبرات ما تجعله مرغوباً ومطلوباً في أي دولة هاجر إليها.. وأقرب مثال لضرب المثل لا الحصر الأطباء السودانيين، فهم ناجحون في بلاد المهجر، ومن أحسن الأطباء الذين يشار إليهم بالبنان.. ٭ ولا أريد أن أشكك في الوافدين إلينا من الأجانب والعرب، ولكني أقول بأننا فقدنا كفاءاتنا وخبراتنا وجعلنا غيرنا يستفيد منها.. وجلسنا ننظر إلى غيرنا يتطور ويعلو على أكتاف أبنائنا، ونحن نتفرج ونضرب كفاً بكف ونقول «ياريت ياريت».. وياليت حكومتنا «العزيزة» تلقي نظرة على هذا الموضوع الذي تداولناه كثيراً، وتكلمنا وكثيرين عن أننا نفقد أكبادنا الذين تعبنا على تعليمهم وتدرسيهم، وحصد غيرنا خبرتهم وكفاءتهم... نتمنى أن تقدم لهم الإغراءات حتى ينجذبوا إلى وطنهم وتعم الفائدة على الكل.. وجمعة مباركة.