في كثير من الأحيان نسمع النصائح الطبية، بل وحتى في المدارس عندما كانت مقررة علينا معرفة الأمراض التي تسببها الحشرات والفيروسات، كنا ندرس أسبابها وطرق إنتقالها والوقاية منها... لكن ظروف الحياة والغرور الجاهل جعلنا نسمع عن الأمراض ونتجاهل طرق الوقاية منها، لذا انتشر بيننا الإيدز الذي صمت آذاننا عنه، واعتقدنا أن مثل هذا المرض لا يصيبنا وها هو ينتشر بيننا بسرعة الضوء.. ثم جاء دور السرطان الذي كنا نسمع عنه فقط، لكنه غزا بيوتنا وأصاب أمهاتنا وآباءنا وإخواتنا، بل حتى الصغار لم يسلموا من هذا المرض المخيف رغم تقدم الطب في علاجه، لكننا سادتي لم نساعد الأطباء بالوقاية أو الكشف الدوري.. بل حتى الأطباء أعتقد أنهم لم يستثمروا الإعلام بصورة جيدة حتى يثقفوا المواطنين ليلبسوا طوق النجاة من هذا المرض اللعين ومراحله وكيفية اكتشافه، وبالأحرى الوقاية منه.. المهم لقد جلسنا في لقاء تفاكري مع المدير العام للمركز القومي للعلاج بالأشعة والطب النووي د. صديق محمد مصطفى، حول مرضى السرطان والمؤتمر العالمي الأول للسرطان بالسودان، والذي سيعقد في الفترة من 4- 6 ديسمبر المقبل بقاعة الصداقة، وقد ذكر د. صديق المشاكل التي يعاني منها المركز، وفي ظني أنها مشاكل تهد الجبال وتحتاج للتدخل السريع من كل الجهات الرسمية والشعبية، خاصة منظمات المجتمع المدني التي أصبحت تملك الكثير في الخارطة العامة، فهولاء المرضى لا يحتاجون للرعاية الطبية فقط، بل يحتاجون للدعم المادي والنفسي.. ونحمد الله أن القائمين على أمر هذا المركز يقدمون كل ما في وسعهم حتى ينال كل مريض العلاج المناسب له، ففي مرات كثيرة وبشهادة بعض المرضى الذين يطرقون أبواب الصحيفة طلباً للمساعدة، كانوا يؤكدون أن الأطباء وكل الكادر الطبي العامل في ذلك المركز لم يقصروا، لكن تكاليف العلاج الباهظ تجعلهم يطرقون أبواباً إضافية، بالمناسبة لقد قابلت كثيراً من المرضى في مستشفى الشعب ومستشفيات أخرى يؤكدون أن الأطباء يدفعون لهم من قوت أبنائهم ليأخذوا جرعة كافية من العلاج.. لكن ذلك لا يكفي، وقد كنت شاهدة أيضاً لهؤلاء من خلال عملي في لجنة آخر لحظة لمساعدة مرضى القلب.. إذن الخير وافر في هذا البلد ومازال يزخر بأصحاب القلوب الكبيرة. نواصل