من الملاحظ ان غالبية من يودون مهنة ماسحي الأحذية أو عمال الورنيش من الشباب لكن لفت نظري غرب البنك الفرنسي بالخرطوم رجل كبير في السن يمسح الاحذية بكل همة ونشاط هو العم حسن آدم من مواليد نيالا الذي يسكن بمايو ويقوم من صلاة الصبح إلى أن يصل مكان عمله بالخرطوم .. (آخر لحظة) التقت بالعم حسن آدم عبد الله .. حواره-محمد أيوب إلتحق بالخلوة حيث ختم القرآن ومازال يدرس الآن بإحدى الجوامع بالخرطوم الفقه والعقيدة واللغة العربية ساقته الظروف للعمل بأسواق الخضار إلى أن انتهى به المطاف لامتهان الورنيش ما يقارب الستة وعشرين عاماً.. وتنقل إلى بعض الولايات لطلب عمل أفضل من ذلك ولم يجد.. ثم عاد إلى الأورنيش مرة ثانية من 2010 إلى الآن .. يقول العم حسن يتكون الأورنيش من ألوان مختلفة منها الأسود والبني واللماع وثلاثة فرش كبيرة وثلاث مساحات إضافة إلى الإبرة وبكره خيط عصب. بعض المواطنين يأتي بأحذية البيت كلها وأقوم بصيانتها لمدة ثلاثة أيام أو أكثر.. ويأتي لإستلامها بعد ذلك. زبائني من بحري وأركويت والجريف وبري والصحافة.. «الشباشب» تحتاج إلتي تحتاج إلى صيانة كاملة تكلفتها عشرين جنيهاً والبعض يأتي «بوش جلد» لعمل أرضية له، وهذا العمل سعره أزيد من الخياطة العادية وحسب ظروف الشخص. تعاملي مع الزبون تعامل حسن إذا كان معه المال يمكن أن يدفعه، وإذا لم يكن معه يمكن أن يأتي به في أي وقت آخر «ما في مشكلة». بالنسبة للدخل اليومي حسب الشغل يتراوح ما بين 70 إلى 100 جنيه، وفي بعض الأحيان يمكن أن نذهب إلى البيت بأجرة المواصلات فقط وبصفة عامة العمل غير مجز مع الحالة الاقتصادية ومستلزمات الأطفال ولدي أربعة أبناء إلى جانب زوجتي ومازلت أسكن في بيت عشوائي. ومن المشاكل التي تواجهنا «ناس الكشة» فهم يأخذون مواد العمل مما يعطلنا عن العمل.. ونحن محتاجون للقمة العيش، ونطالب محلية الخرطوم أن توفر لنا أكشاكاً.. لأن عملنا هو داخل الخرطوم ومعرضين تحت أي لحظة ل«الكشة» وسني لا تسمح بالهروب المتواصل. ودعت العم حسن وهو يبتسم في وجهي والذي قال ان امنيتة شراء تلفزيون صغير لأولاده.