في أواخر سبتمبر عام 2014م أهتزت الأركان وخيمت الأحزان علينا بفقد شابين كانا يمثلان أصلاً وفصلاً ومكانة في مسيرتنا الأسرية بصفة خاصة، ومسيرة البلد بصفة عامة بين أهلنا بقرية البسلي بنهر عطبرة والدامر والحصاحيصا والعاصمة، كانوا نجوماً ساطعة وأعلاماً باهرة، فقدنا فجأة ابني وفلذة كبدي عبد الواحد الذي أخذه الموت وهو في طريقه للخرطوم يتفقد المرضى كعادته، ذلك بحمد الله في الأيام البيض الرابع من ذو الحجة 1453ه الموافق 2014/9/29م وقد توفاه الله بمنطقة الجيلي مصفى البترول، وهو في طريقه للخرطوم بمنزل الابن الصادق مصطفى العوض، وهكذا اهتزت الأركان وأنكسر المرق واتشتت الرصاص، ابني هذا هو أصغر أخوانه وكان عميد الأسرة بحق، وقائدها الميمون وكان سكرتيري الخاص الذي اعتمد عليه بل رشحته أن يكون خليفتي بعد الموت، ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن.. وقد وقفت على قبره بعد الدفن قائلاً.. ما كنت أرجو أن أقول رثاك.. بل كنت أرجو أن تقول رثائي.. ونحن هنا أيها السادة راضون بحكم الله سبحانه ولسنا أول ناس يدق الموت بابنا في عزيز لدينا، وكل الناس يفقدون الأعزاء والأكرمين ولنا في رسول الله إسوة حسنة.. وما أكتبه في هذا ليس نوعاًَ من الاستنكار بما قسمه الله، وإنما تخليداً لذاكره وكان يكفل الأيتام حيث يأخذ من الأغنياء ليقدم للأيتام، وبحمده فقد سجلنا جمعية خيرية باسمه لكفالة الأيتام، وفتحنا لها حساباً ببنك المزارع بالدامر باسم جمعية عبد الواحد الخيرية لكفالة الأيتام، وإذا كان عندك أيها القارئ العزيز تبرع لهذا أرسله عن طريق حساب الجمعية باسم بنك المزارع بالدامر واتصل بتلفون 0115995419عسى أن تنالك حسنات وثواب ينفعك في دار قدام، وابني عبد الواحد هذا يذكر بقول الحسناء حينما فقدت أخاها صخر حين قالت وهي شاعره. إن صخراً يذكرني مطلع الشمس ومغربها.. وإن صخراً علم في رأسه نار وإن صخراً تأتم المهداة به.. وأن صخراً إذا أشتو لنحار ثم ابني هذا كان كاتباً صحفياً ممتازاً، ولكنه قال لن أكتب وقلم والدي يملأ الصحف، وأظنه كان يعتقد أن يكتب بعد وفاتي، ولكن أراد الله غير ذلك.. سيداتي سادتي: وفي نفس الشهر فقدنا ابن أخي يوسف مصطفى عثمان أبو ضراع، وهو علم من أعلامنا وشاب نفتخر بوجوده كان قادماً من السعودية لتقبل العزاء في ابنه مهيد الذي أصابته ضربة الكهرباء، وقد كان سبب الموت ناقة دخلت على العربة التي يمتطيها ومات معه ابن ولدي مازن محمد مبارك وعمره سبع سنوات.. هكذا توالت علينا المصائب بعد فقد عبد الواحد، فُقد أبو ضراع وكان يمثل في حياتنا ركناً مهماً وكرماً أصيلاً، وحينما يقدم أهلنا للسعودية كان يتولى أمرهم من جميع الأحوال هكذا فقدنا النجوم الساطعة في مسيرتنا، والتي انطفأت في بداية العمر ولكن بحمده تعالى قد خلفوا ذكرى حميدة وتاريخاً جيداً، وقد كان هناك كتاب عن عبد الواحد بعنوان (الرحيل المر) خلد فيه الشعراء شعراً رصيناً في رثائه، وكتب عنه الأستاذ الابن عاصم البلال كلمات طيبات بجريدة أخبار اليوم، والتي هو رئيس تحريرها وكاتبها المفضل، وكتب الابن عباس بشير كلمة راقية مدعمة بالمواقف بجريدة القوات المسلحة، وكتب عنه الابن أحمد طه صديق مدير تحرير الإنتباهة، وقد كتب عبد العظيم صالح رئيس تحرير آخر لحظة، وصلوا عليه آلاف الناس.. وصلوا عليه صلاة الغائب في الحرم المكي، كما علمت من الابن أسعد من أبناء العالياب، هذه ذكرى لمرور عام على رحيلهم عبد الواحد، ويوسف وأبنائنا مهيد ومازن.. أيها السادة والسيدات نريد دعواتكم لهم مع شكري وتقديري.