٭ أثناء حوار أجرته الإذاعة مع الفنان محمد الأمين، وجه له مقدم البرنامج سؤالاً عن متى سيعمل على تقديم أغنيته الجديدة «اللارنجة»، فأجاب أبو اللمين ضاحكاً بعد أن ينتهي موسم «منقة» الحلنقي في سوق إذاعتكم، جاء ذلك أثناء قيام إذاعة السودان بتسجيل عدد من الأغاني المعبأة بالغزل في عيون الفواكه القادمة من جناين كسلا والباقير، حيث تغنى الراحل محمد سلام في تلك الأيام بأغنية «اتعزز الليمون»، كما تغنى التاج مكي بأغنية «العنبة»، أما البلابل فقد اخترن «لون المنقةش التي أصبحت مثل السلام الجمهوري يبدأ بها الحفل ثم ينتهي على أنغامها. أعتقد أن الفنان محمد الأمين كان له الحق في أن يؤجل أغنيته «اللارنجة» إلى موسم آخر. ٭ أطلقت مؤسسة سويدية حملة بلغت تكلفتها آلاف الدولارات بهدف نشر المحبة والسلام بين المواطنين تحت عنوان «كن مبتسماً»، يبدو أن هذه المؤسسة قد اكتشفت أن الابتسامة برغم رقتها هي القادرة على تحويل حدة الصخر إلى بسمة من طفلة، ترى ماذا لو تعاملنا بهذه الابتسامة الطفلة الوسيمة، أعتقد حينها أن دخان البنادق المعبأة بالغدر لن يتردد في أن يكون عطراً لعروس في ليلتها الأولى. ٭ كان قائد أسطول الأغنية السودانية سيد عبدالعزيز حبيباً إلى نفسى، كان دائم الابتسامة، مشرق الأسارير يضحك بصوت عالٍ متحدياً كل دمعة حزن، كان حين يراني حزيناً وما أكثر حزن أمثالي من المظاليم، كان يضع يده على كتفي وهو يقول ضاحكاً: دعك من هذا الحزن الذي قتل من الورد ما قتل، وقال لي: إن عليك أن تتمسك بخيوط من الإشراق متحدياً لأحزانك، كان رجلاً قوياً يصفق طرباً للعواصف، حين بلغه نبأ احتراق الطائرة التي يقودها ابنه في «محمية الدندر» بدأ القائد في التنازل عن قيادة الأسطول إلى أن مضى. ٭ منار صديق قادمة نحونا هذه الفنانة الرائعة على أنغام صلاح إدريس الرجل الذي أكد على عودة جديدة لعصر الأغنية ذات الرنين الذهبى، وهي قادرة بما تملكه من إبداع أن تسقط أعلام الأغنيات المسطحة الأبعاد والقضاء على أصحابها من حملة الأصوات المصابة بحمى الضنك، منار صديق هي الرجاء لنا في هطول سحابة نورية من الإبداع الحقيقي تعمل على إنقاذ ما تبقى من أنفاس لنا تحيط بها مجموعة من المتاجرين بالجمال تحت ستار من بروق كاذبة أمطارها. ٭ حكى لي مولانا محمد ياسين أن أحد زملائه من القضاة أصدر حكماً على امرأة باهرة الجمال قامت بقتل عشيقها في لحظة من جنون مؤقت.. وقال إن هذه المرأة امتلكت مشاعره منذ النظرة الأولى، وأضاف أن منظر القيود وهي تكبل يديها طالما أبكاه بلا دموع.. بعد أشهر أصدر حكمه بإعدامها شنقاً حتى الموت بعد اعتراف قضائي بارتكابها للجريمة، وأضاف أن لحظة نطقه بالحكم كانت من أقسى اللحظات التي مرّ بها في حياته لكن إرادة القانون هي التي تعلو ولا يُعلى عليها، وبعد إعدامها بأيام قلائل رثاها بقصيدة ما استمع إليها رجل إلا وبكى على زهرة قتلت قاضيها قبل أن يقتلها بحكمه عليها بالإعدام.