يعمل من الفسيخ شربات، أي يجعل من المنسي شيئاً يذكر، أو يجعله أجمل رغم أن الفسيخ نفسه له طعم ومذاق جعله مفضلاً عند كثيرين، ما جعل محبي الفسيخ يقولون إن قائل عبارة يجعل من الفسيخ شربات «ظالم»، لأن الفسيخ أجمل من الشربات، وصناعته تمر بمراحل تدل على أنه محل عناية صانعه، مثل الحاجة بخيتة حسن، أمهر صناع الفسيخ وأشهرهم بمدينة بحري والتي بدأت رحلتها معه منذ زمن بعيد ما جعلها محل ثقة زبائنها الكثيرين والذين أصبحت طلابتهم تزداد يوماً بعد يوم، فالذي كان يطلب «برطمانية» أصبح يطلب ثلاثاً وأحياناً أربعاً، والفسيخ كما قالت الحاجة بخيتة «أكله ساهل وما بعطش زي ما الناس بتقول، بل العكس، والفسيخ قدر ما تاكل ما بتشبع». عملية طبخ الفسيخ تبدأ بأن ينظف سمك الفسيخ جيداً، وينقع في الماء مع تغييره لتخفف نسبة الملح الموجود فيه، بعد ذلك يخلط بالليمون وملعقة صغيرة من البهارات الموجودة بالمقادير، توضع مقلاة عميقة على النار ويوضع فيها زيت نباتي بكمية تكفي لغمر السمك ويحمر ومن ثم تضاف له الدكوة وعند البعض طحين، ويضاف له الثوم والصلصة والبصل والفلفل، رغم هذا المجهود الكبير المبذول كما قالت بخيتة العائد المادي ليس كبيراص، فسعر البرطمان الصغيرة (10) جنيهات والكبيرة (30) جنيهاً، وهي تكسب ما بين 60 -80 جنيهاً يومياً، «لكن عشان بقينا أنا والفسيخ حبايب ما قدرت أفارق بيعه».