غداً تقترب الاحتفالات وتختلط فعاليات الاستقلال برأس السنة الميلادية قد لوحظ وجود (مجابده) بين من يريدون الاحتفال برأس السنة ومن يريدون الاحتفال بعيد الاستقلال، قد كتبت قبل أيام عن هذا الموضوع والآن نعيد نشره (الاستقلال ورأس السنة) قبل عدة أعوام كتبت في هذه الزاوية قصية اعتقد أنها مهمة وأنها لابد أن توضع في الحسبان، وأعتقد أن فصولها بدأت مع الأجيال التي تعيش الآن عقدها الثالث، وبعض الرابع فبعضهم يعتقد جازماً أن عطلة يوم /1/1 تمنح بسبب رأس السنة الميلادية، وأن الحكومة قررتها لإراحة شعبها الذي (تعب وسهر طوال الليل) في احتفالات رأس السنة التي تتمدد مظاهر الاحتفال بها وتتنوع في كل عام، ويتكسب من ورائها الكثيرون، كما أن الكثيرين يخرجون عن المألوف. وقد لفتت نظري النقاشات والتحضيرات للاحتفال ووضع الخطوط العريضة له، كل ذلك يتم والاستقلال ليس طرفاً، وظني أن ذلك يعود لأسباب كثيرة أولها أننا لم نحتفل باستقلال بلادنا احتفالاً شعبياً يليق بالمناسبة، ولم نحكي لهذه الأجيال مجاهدات أجدادهم حتى وصلوا لهذه المرحلة.. حتى السياسيين والأحزاب التي كان لها اسهام في طرد الأجنبي لم تثقف قواعدها الشاب، ولم تنزل لهم بل جلست في أبراجها، التي تحجب عنها الرؤية للأحداث من حولها واستكانت لدور المعارض المشاكس غير الذكي، الذي يصب جهده في خانة السالب.. كما أن أجهزتنا الإعلامية ظلت تعرض أفلاماً مكررة ولا تعطي الأجيال الجيدة القالب المناسب الذي يجذبها للمشاهدة، بل أن كل ماتعرضه احتفالات برفع العلم، ولكن كيف وصل الناس لهذه المرحلة، فلا يذكر من قريب أو من بعيد، فيتركها الشباب ويذهبوا.. حيث يجدون أنفسهم للغناء والرحلات الترفيهية التي تقام بمناسبة العام الجديد.. ونحن نشد على يد محلية الخرطوم التي تنظم احتفالاً شعبياً، لكننا نرى أن تنتفض الأحياء وتفعل كل شبابها، وتقيم احتفالات تحتوي على فقرات كثيرة ليصل من خلالها، الإحساس بعظمة المناسبة وبدلاً من التجهيز للسهرات، أو الرحلات يجب أن التجهيز لاحتفالات تشييع روح العمل الجماعي بين شباب الحي الواحد الذين باعدت بينهم المدارس الخاصة، بعد أن كانت الجغرافية تجمعهم في مدرسة الحي ليلتقوا بعدها في الدافوري، ثم جلسات الأعمدة ..اختفى كل ذلك والاحتفال الجماعي يمكن أن يسهم في لم شمل أبناء الحي ليكتشفوا مواهب ومهارات بعضهم البعض. المهم سادتي ما يحدث الآن من المظاهر الاحتفالية التي اعتدنا على لوم من يقومون بها نحن أصحاب أحد أركانها، لأننا لم نفعل شيئاً لتغييرها حتى أصبحت مرضاً عضالاً تخطى مراحله الأولى، ودخل في عضم المجتمع وارتفع سقف اللامقبول فيه حتى رفعت الشرطة، درجة استعدادها وليته كان لحفظ الأمن فقط، ولكن الفاجعة في حملاتها للشقق المفروشة، مما يعني أن الموضوع أكبر من الرش بالموية (الفليق) بالبيض أو السهر في الحفلات أو المطاعم .) سادتي سنظل نكتب عن هذا الموضوع حتى يتم فك الارتباط تماماً، وكل عيد استقلال وأنتم بخير ونسأل الله أن يجنب بلادنا شر الفتن..