على الرغم من أن إعلان وزارة التربية والتعليم، حظر الجوالات الذكية في المدارس، إلا أن بعض التلاميذ والطلاب ما زالوا يحملون الجوالات أثناء اليوم الدراسي.. واعتقد أن القرار كان موفقاً مائة بالمئة، ونحن نشد على يد من اتخذه، رغم علمنا بأن هناك مدارس كثيرة تمنع استخدام الجوال ذكياً كان أم غبياً أثناء اليوم الدراسي.. ولكن القرار يدعم ما قامت به بعض المدارس، والتي واجهت مشاكل كثيرة مع التلاميذ ومع أولياء الأمور، الذين يدللون أبناءهم، ولا يخافون عليهم من الوقوع في المشكلات التربوية أو الأخلاقية، والتي يمكن أن تدخلهم في مشكلات كبيرة يعجز نفس الوالدين عن التصدي لها.. فالجوال يحمل خيراً كثيراً، ولكنه يحمل الشر في ثناياه خاصة وأننا تابعنا الجرائم، التي ارتكبها بعض الطلاب الذين يقال عنهم يافعين، وقاموا بنشرها في الواتساب- ذلك الوافد الجديد- الذي يجعل الانسان مندمجاً لدرجة أنه لا يرفع رأسه منه، فالجميع اصبحوا (موتسبين) رجالاً ونساء شيباً وشباباً، بل حتى المسؤولين.. الكل عرف درب القروباب، وأصبحت الونسات في قروبي وقروبك، وإذا تركنا هذه الآفة تنتشر وسط تلاميذنا وطلابنا، فلن نجد متفوقاً واحداً.. فالجميع سينشغلون بجوالاتهم.. وظني أن القضية أكبر من أن يمنع في المدارس، وإن كانت الخطوة مهمة القضية فيما بعد اليوم الدراسي، وأولياء الأمورالذين يدفعون الملايين لأبنائهم لشراء هذه الجوالات لن يمنعوهم من التعامل معها.. نعم لن يستطيعوا، فكيف الأب اشترى لابنه جوالاً ويأتي ليحظر عليه استخدامه، وهذا جهل من بعض أولياء الأمور الذين يدللون أبنائهم على حسابهم.. ونحن نشد على كل أولياء الأمور الذين يمنعون أبناءهم من هذه الظواهر، إلا أننا نعود لنؤكد أن القضية تحتاج لمزيد من الدراسة والتعمق.. فالمنع وحده لن يجدي، ولابد أن يتخذ الآباء طرقاً يستطيعون بها اقناع أبنائهم بأن استخدام هذه الجوالات في هذا العمر تشكل خطراً عليهم، حتى إذا وجدوها في اي مكان انصرفوا عنها، وإلا سيكون لديهم استعداد فطري للتعامل معها إذا بعدوا من المدرسة والبيت.. ولعل في التدخين والصعود خير مثال على ذلك، فالطالب الذي لا يعرف مخاطرها لا يتعاطاها في المدرسة أو البيت، بل يتحين الفرص للخروج منها، لا من بهما يمنعوه لها،، أما الطالب الذي عرف من أهله مخاطرها فلا يقربها أبداً.. إذن القناعات مهمة والتعريف بالمخاطرة الحل الانجع وحمل الآباء لمسئولياتهم كاملة هي الحل.. فالتدليل المضر ليس من التربية في شيء .. كما أن هناك جانباً مهماً هو أن مستوياتنا المعيشية وشكوانا الدائمة من الضائقة المعيشية لا تتناسب مع قيمة الجوالات الذكية، التي يحملها طلابنا، فقد تفوق قيمة الجوال الرسوم الدراسية المطلوبة في المدارس أو حتى الجامعات.