الأسبوع قبل الماضي كتبت عن كورال كلية الموسيقى والدرما، وضرورة مراعاته لحقوق الملكية الفكرية في ما يقدم من أغنيات، بعدها تلقيت عدداً من الإتصالات من بعض شعراء الأغنية السودانية، شاكرين على الرسالة التي يعثنا بها للكورال متمنين العمل بها، وللذكرى وتذكير القائمين على أمر تلك المجموعة المبدعة، نعيد ما قلناه من قبل.. الشيء اللافت في كل حفلات العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، أنه يقوم بذكر اسم شاعر وملحن أي أغنية قبل أن يؤديها، كما يقوم بالتعريف بأعضاء فرقته الموسيقية فرداً فرداً، ولم يكن وقتها قد عرف الناس قانون الملكية الفكرية والحقوق الأصيلة والمجاورة وغيرها. نتذكر ذلك ونحن نتابع اليوم الكثير من حالات القرصنة التي يقوم بها الفنانون والفنانات والقنوات وحتى الإذاعات على حقوق المبدعين، وهي تقدم أعمالهم الإبداعية دون حتى الإشارة لاسم أصحابها من الشعراء والملحنين والمؤدين، وتحدثنا في هذا الأمر كثيراً، ولكن يبدو أنهم أدمنوا القرصنة ولم يجدوا سبيلاً للفكاك منها، وبات الأمر مقبولاً إلى حد كبير باعتبار أن ثقافة الملكية الفكرية ما زالت غائبة.. ما يعنينا في كل ما يحدث هو كورال كلية الموسيقى والدراما في جامعة السودان، الذي لا نريد له أن يسير في نفس طريق من سبقوه، لأننا نضع الكثير من الآمال على مجموعته المبدعة ولا ننكر سعادتنا بميلاده، ولا ننفي القبول الكبير الذي وجده من الجمهور، ونقول بملء أفواهنا إنه استطاع أن ينفض الغبار عن كثير من الأغنيات التي قبرها النسيان والإهمال من الإذاعة أو من أصحابها، ونعلم أن الكورال استطاع في فترة وجيزة أن يجعل له جمهوراً عريضاً وأصدقاء «يسدون» قرص شمس المواقع الإسفيرية، ومع كل ذلك نقول إن هذا لا يعطيه الحق في أن يمارس القرصنة على أغنيات الآخرين في وضح النهار والتغني بها عبر حفلات جماهيرية (مدفوعة القيمة)، دون حتى علم أصحابها من الشعراء والملحنين والمؤدين القانون في هذه الحالة واضح ولا يقبل أي اجتهادات لتجميل عملية القرصنة، حتى وإن كانت تحت دعاوى إحياء الإرث الفني، أو كان قبول الجمهور، لذلك حتى لا يدخل الكورال نفسه تحت طائلة هذا القانون ويدخل في الكثير من المآزق والإشكاليات، وبالتالي يؤثر ذلك في مسيرته، نتمنى صادقين من إدارته أن تضع هذا الأمر نصب أعينها وكامل اهتمامها وأن تخصص له إدارة أو لجنة خاصة بالملكية الفكرية، تتابع الإجراءات القانونية وتوفيق الأوضاع قبل أداء أو تسجيل أي أغنية، ويشمل ذلك الموافقات والتنازلات وغيرها، لأننا حقيقة لا نريد لهذه المجموعة الرائعة من المبدعين أن يصيبها ما أصاب غيرها من مجموعات استبشرنا بها وقدمنا لها فروض المحبة والتشجيع ولكنها راحت «شمار في مرقة استسهال الأمور، وفي ذات الوقت نريد للكورال أن يرسي أدباً جديداً للمجموعات والأفراد في الوسط الفني في كيفية حفظ حقوق الآخرين الأدبية المادية، وكيفية ذكر أصحاب الحقوق لأي عمل غنائي قبل تقديمه في أي حفل أو مناسبة، فيكون بذلك الكورال قد قدم لنا كل جميل، ويكون حقيقة إضافة ثرة للأغنية السودانية.