أستاذنا (ميرغني ابو شنب) الصحفي المطبوع، والذي خدم الرياضة والقلم على مر السنوات، ومازال بفضل الله يعطي بلا حدود عصارة فكره وتجربته الثرة، رغم مرضة وفقده لزوجته وصنو روحه، التي أحدثت فراغاً وجدانياً كبيراً في حياته العامرة، فقد كانت مثالاً للزوجة والأم التي تدفع بزوجها الى الأمام، وتهيئ له سبل الابداع، والذي يقدر أهله بلا تصاون او تهاون.. وقد دأب أستاذنا ابوشنب على تتبع أهل الإبداع ونقدهم بطريقة بناءة، وكان من أشد المعجبين بأستاذة الأجيال الإعلامية الراحلة كغيمة في زمن المحل (ليلي المغربي)، والتي كتب عنها كتاباً جمع فيه صوراً نادرة ومعلومات جديدة وكثيرة، وقدم فيه خلاصة تجربته.. سمعت كثيراً بهذا السفر القيم، وبحثت عنه في مختلف المكتبات، ولما أعياني البحث اتصلت به راجية مدي بنسخة منه، فحكى لي بكل أسى أن الجهة التي طبعت الكتاب بسوريا، على أن توزعه وتتقاسم معه الأرباح، اختفت في ظروف غامضة ومعها الكتاب، ولما حاول إعادة طباعة الكتاب اتصل بالمطبعة في سوريا التي أخطرته بان النسخة من الكتاب تكلف (واحد دولار). السادة وزير الثقافة الاتحادي، ووزير الثقافة الولائي، وأخي الأستاذ السموأل خلف الله بمؤسسة أروقة للثقافة والفنون، نهيب بسيادتكم إعادة طبعة هذا الكتاب القيِّم الذي يرفد الثقافة بمحتواه ويؤكد أن الإبداع يظل خالداً مابقيت الدنيا، لا تطاله يد النسيان. أستاذنا ميرغني لم يكلفنِ بتلك المناشدة التي أحسبها من حقه؛ ومن حق أسرة المبدعة المرحومة ليلى المغربي، التي توفيت يوم الوقوف بعرفة وشقيقتها هيام في حادث حركة مؤسف، ورحل معها الصوت النغم، والاداء الشجي، فبكاها المايكرفون وكل موجات الأثير. زاوية أخيرة: أستاذنا ميرغني إن رحلت الأجساد فالأقلام لا تموت.