تعمير وتدمير : يسهل على البشرية جداً الدمار حتى بلا مسوغات، انهيار شاهق البنيان الذي احتاج لسنوات في بنائه يحتاج فقط لقذيفة هاون أو صاروخ، وقلب حقود لتدمره في دقائق معدودة، يحتاج لنفوس مريضة وأطماع بغيضة، يحتاج لإنسان مغاير للحكمة الربانية التي أرسل لأجلها من إعمار الكون والاستخلاف في الأرض.. ماعادت مناظر الركام تعنينا ولا ذبول الحدائق والهجرة القسرية للأطفال والنساء بحثاً عن أمان مفقود، فقد اعتدنا على القبح ومناظر الدماء والاشلاء، اعتدنا على ظلم بعضنا البعض. وسمحنا لذوي المصالح بالتدخل حينما منحناهم الفرصة لفصم عرى الاسلام وشتات المسلمين . بلا توصيف: أعياني البحث عن عنوان جانبي يناسب مايحدث في الاسافير التي أضحت مذبحاً للتاريخ ومسرحاً للفرجة، وسلك لنشر الغسيل القذر، ودائرة افتاء تحرم وتحلل تجرم وتبرئ، يمارس بعض الناس نفس المهمة التي يقوم بها (مدفع الهاون) في دمار يصعب تعميره من جديد، ولو تعلمون دمار النفوس أبغض وأعظم أثر من الحوائط الصماء.. مابال الحروب تستعر في كل مكان بين الأخوان، قولوا سبب واحد منطقي للخبث والمكائد والدسائس بين اقرب الناس؟ لماذا نتسابق ونتبارى في الرجم والاتهامات والأذية؟ لعن الله المناصب والمال والأطماع وتباً لكم أيها المرضى حتى القتل لا تحسنونه ليل وعاشقة: قبل أن يبتلع الليل ثلثه الأخير في خيلاء مهيمنة يكللها السواد يتناهى الى سمعي أصوات المؤذنين واتسمع بحواسي خطوات أهل الدجنة واتنفس عبق التلاوة من مسجد (السيدة زينب باركويت)فيحفني بريق يضئ كوني والشيخ الجليل الشاب الذي نشأ في عبادة ربه وقلبه معلق بالمساجد (عبد العزيز )يتلو آيات مباركة من الذكر الحكيم، بصوت شجي يستحكم في القلب الخلي برباط وثيق، فنحلق معه في دنياوات خضر وعبقري حسان، ويأتي بعده حديث محكم بالغ الايناع مزدهر المعاني في السنة والمعاملات من مولانا (الحاج) فاغبط النفس التي استكانت تحت ضفاف الصفو حتى يشرق الصباح بنور الأمل والثقة في الله.. وتظل نافذتي مشرعة كل ليلة لنمارس العشق السرمدي في تبتل ذاك المحراب الذي تضئ شموعه في وجه الزمان الكالح. زاوية أخيرة: أيها المتناحرون لأجل اللاشئ.. قيل لمالك ابن دينار: إن رغيف الخبز أصبح بدرهم. .قال: والله ماهمني لو اصبح بدرهمين قال كيف ذلك؟ قال :أعبد الله كما أمرني وهو يرزقني كما وعدني.