دون مقدمات وضوضاء و(كلام كتير) وإعلانات، ظهرت قناة الملاعب الرياضية، ولا ننكر أننا لم نكن متفائلين بها في ظل الإحباطات التي ظللت سماء حياتنا من ما نسميه القنوات الفضائية الخاصة، وبالأخص الجديدة، قد وضح لنا بصورة لا تحتمل التشكيك أن الكثير من الفضائيات قامت عندنا دون دراسة أو رؤية واضحة، وبلا أهداف، فيها ما ظل يترنح في الفضاء حتى يومنا هذا، وفيها ما سقط بالضربة الفنية القاضية وأصبح مجرد ذكرى، وذكرى مؤلمة.. لا نريد أن نضرب الأمثلة لأننا كسودانيين دائماً ما نتعامل بفقه (الفات مات)، ولكن بالجد كانت لنا تجارب فقيرة خصمت كثيراً من إعلامنا وحُسبت عليه، بالإضافة إلى أنها أدخلت كثيراً من الإحباط في نفوس المهتمين بصناعة الإعلام والمتابعين، ومثل تلك قنوات لا يخفى علينا أن هدفها الأول والأخير هو الدخول إلى سوق الرعاية، وجني الأموال على حساب القيم التي تحكم وتتحكم في هذه الصناعة.. نعود لقناة الملاعب وهي من اسمها واضح أنها معنية بضروب الرياضة المختلفة ودوري الأولى بالخرطوم على وجه التحديد، وهو ما أكده نجاحها التام في نقل فعالياته طوال الموسم السابق، وهي قناة من وجهة نظرنا دخلت إلى سوق الفضائيات وفق خطة واضحة المعالم وأهداف، تتبدى في قبولها لتحدي المرحلة الأولى التي اجتازتها بكل اقتدار، وهي على بعد خطوات من تجاوز امتحان الخطوة الثانية المتمثلة في النقل من خارج البلاد، ونعني دورة سيكافا (اليتيمة). كل ذلك أجبرنا اليوم أن نكتب عن هذه القناة وأن ننقل تجربتها للآخرين الحالمين بتأسيس قنوات فضائية خاصة، بعد أن ظللنا طوال الفترة الماضية نجلس على مقاعد المتفرجين ونتابع مسيرتها دون أن نكتب عنها حرفاً، حتى لا نظلمها بإشادة لا تستحقها، أو نقد هي لا (تستاهله).. نتمنى صادقين أن تواصل القناة بذات النهج والخطط التي وضعتها لمسيرتها، وأن نسمع بها قريباً منافساً قوياً في نقل فعاليات دوري سوداني الممتاز، لأننا لا نظن أن من يتنافسون على ذلك بأفضل منها أو يملكون ما لا تمتلكه خلاصة الشوف: صناعة قناة فضائية عند البعض هي (استسهال)، وعند البعض الآخر (استهبال) وفي قناة الملاعب جدية وندية للقنوات الكبرى.