اليوم نكتب عن الكتاب والكتب والصحافة الورقية ....التي ظن البعض أن زمانها قد ولى .... ودورها قد تولى ...وفاتهم أنها رفيقة الإنسان على دربه... ورحلته ما استمر على عهده ورسالته .. وما تخلى.. نعم وكما قال الكثيرين إن الكتاب هو خير صديق في هذا الزمان وكل زمان يساعد صاحبه على السباحة في بحر الحياة بمهارة واقتدار، يتعلم منه في مجال تخصصه وفي شتى المجالات ما ينفعه ويصل بسلامة الله الى بر الأمان ويؤدي رسالته على أكمل وجه في عمارة الكون وتقدم الأوطان ...والأمم المتقدمة تقرأ دائماً لتضيف الى رصيدها المعرفي وتنعشه ...ويظن البعض أن مرحلة التعلم تنتهي بالتخرج في المؤسسات التعليمية العليا... والحقيقة أنها تبدأ والمطلوب منهم أن يبدأو في مجال تخصصاتهم، وأيضاً في المجالات الأخرى القريبة منهم والبعيدة أيضاً وأن كل قصاصة أو ورقة تقرأها تضاف الى رصيدك المعرفي تؤثر.. من حيث لا تدري ولا ندري في مستوى حركتنا في الحياة والقرارات التي نتخذها والنتائج التي نصل إليها.. ومن المشاهد المؤلمة التي نراها أن الكثير من المحلات المختلفة قد شوهد تردد الناس عليها... إلا مكتبات واكشاك بيع الكتب وحتى تلك العشوائية بجوار المساجد نراها خالية إلا من أفراد قليلين يترددون عليها من حين لآخر ...لكن الأمم المتقدمة لا تزال تقرأ حتى اليوم وترتفع فيها معدلات قراءات الكتب سواء الورقية أو الالكترونية في المكتبات والمنازل ووسائل المواصلات ... في الشهور القليلة الماضية نقلت هيئة الإذاعة البريطانية تقريراً عن معدلات قراءات الكتب في بريطانيا وأظهرت ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً في مبيعات الكتب الورقية والالكترونية، ولم تؤثر الكتب الالكترونية على مبيعات الكتب الورقية ..وأشارت الاحصائيات الى أن عناوين الكتب تؤثر على مستوى الإقبال عليها سواء بالشراء والإطلاع بالنسبة للكتب الورقية والالكترونية .. وفي أمريكا ذهب باحث سوداني مطلع ذات مرة بعد منتصف الليل الى إحدى المكتبات الأمريكية الشهيرة ليطلع في هدوء على ما يريد بعيداً عن زحام الطلاب أثناء ساعات النهار، فإذا بها مزدحمة بالشباب يقرأون في شتى التخصصات في تلك الساعة المتأخرة من الليل ... القارئ الكريم :: تذكرون أننا في يومية الاسبوع الماضي ...عن د. أمل والأجندات وذلك القبول الطيب لها من قطاعات كبيرة وتناقلتها الأسافير ..من حفاري المقابر.... الى أمريكا ...كلهم ترحموا على الراحلة ...وباركوا لعبدالله خشم الموس حفار المقابر الشهير عظم الله أجره بمناسبة تفوق كريمته ..ولم ينسَ الشيخ الجليل عثمان صالح إمام الراتب بمسجد المسرة بالصافية والشيخ عبدالله محمد أحمد إمام الراتب بمسجد النيلين من أن يدعوا ويكرروا الدعاء للصحيفة والعاملين بها بالتوفيق والنجاح دوماً ،وأن يجنبهم الله الفتن والمصائب والحسد ماظهر منها وما بطن ... نعم وفي الحسد قالوا .. ضربة أسد... ولا نظرة حسد... نعم تتذكرون ذلك وأنني قد وعدت بأن نلتقي مجدداً في يومنا المعتاد من كل اسبوع مع يومية من الصحافة الورقية ...ومع أجمل ما كتب في الصحافة الورقية ..مع كثيرين غابوا وعطرهم باق... كثيرون ...من يجعلون قلبك يتقافز في قفصك الصدري كحمامة بيضاء تريد أن تطير ولا تعرف مدى لجناحيها ولا تبصر إلا عينيها.. كثيرون ...من يجعلون ضوع حنا يديهم كعطايا الدرويش الفاني المتفاني يهيم بك فلا تقدر إلا أن تتبع بركة عصاه وتتبع مسك تسابيحه الفجرية ... كثيرون... من يمسك هدب عيونهم لا يجعلك تمر المنعطفات هكذا سراعاً ....وخطاك والهدب المكحل وفتنة الثوب الأنيق... كثيرون ...من يتبعك طيفهم بعطر الورد في أحلامك ودفء وسائدك... كثيرون ...من لصباحاتهم البرد ورائحة الياسمين وندى شجرة التين.... كثيرون ...من يتركون شيئاً منهم عالقاً فيك فلا تنشد الفكاك منه وتستحضره أي ريح وأي مطر وأي أغنية هي لليل.... كثيرون من يفرحون ذاكرتك أما همساً أو لمساً فجأة يحضرون فيها يحتلونها بكل تفاصيلهم فتغدو غير ما كنت وتصبح أنت.... كثيرون إن جاءوا زحف عشب الحدائق معهم وكان الأخضر ظلهم البارد يتبادلون بغلالاتهم البيضاء المبتلة كعرائس المعابد الافريقية .... كثيرون ..يهبون المطر زهواً والتماعته الليلية شجناً ويختصرونه بأول نقطة لامست الوجه ورفعت العنق ليشكر السماء بصمت وعمق.... كثيرون... تنتعل الحفاة لهم، لأن وصلهم مبردة، ولذيذ التعب وصالهم ولو طال السير وطول العام. كثيرون ...يبهجون الأمكنة ودور الرياضة ويؤنسوها بروحهم وشيء من نور حروفهم ولا يميلون ...أنهم ظرفاء المدن الذين رحلوا وبقي عطرهم.. كثيرون ...لهم في حقائب السفر شيء ولهم أمكنتهم الشاغرة على طاولات المساء ولهم حسهم الذي يرافقك حيث تكون آلاه ...عجباً... كثيرون ترمد العين إن غابوا ولا يرد لها طرفها إلا أن اكتحلت بماء عيونهم أو سرقت من وجوههم حسناً ... كثيرون... يحيونك إن حيوك ،يشعلونك خيراً وبشرى وشيئاً كالمسرات التي كانت تكتب في كرت الدعوة ...والعاقبة عندكم في المسرات... عندها تعرف أن في العزومة كشفاً. كثيرون ...إن تمادى البحر في زرقته حضروا وإن كان للفجر لوناً غير الرماد حضروا وإن غنت ثومة وفيروز وسميرة من مصر والسودان ولبنان حضروا ... كثيرون.. كلما كبروا عاماً سبقهم جمالهم عاماً....،،،،ت/ 0912304336