تهل علينا هذه الأيام المباركة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة وهي ذكرى حبيبة على كل نفس وهي وقفة مهمة لكل مسلم وهي للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها حدث كبير من الأحداث الحاسمة في تاريخ الإسلام والدعوة ظلت البشرية على مر الأيام تستلهم تلك المعاني والدروس والعبر التي انطوت عليها رحلة خير البرية سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه فالهجرة المكانية كانت من مكة للمدينة وهجرة المعاني تمثلت في عظمة الروح والصبر على مفارقة الأهل والديار والأموال والثبات على الإيمان والعقيدة والتضحية بكل غال ونفيس امتثالاً وطاعة لأمر الله عز وجل حتى تحقق النصر المبين وسقطت دولة الكفر بعد ذلك إلى غير رجعة وانتشر نور الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وتحققت مقاصد الهجرة في الفصل بين الحق والباطل بالهجرة إلى الله وبالهجرة من الشرك والكفر إلى الإسلام وتأسيس دولة الإسلام الحديثة بالمدينةالمنورة. القائمة على الحق والهدى وخير البشرية تصديقاً لقول المولى عز وجل«وما ارسلناك الا رحمة للعالمين». فما احوجنا لهذه الذكرى ولهذه الدروس ونحن نستشعر في هذه الايام الطيبة المباركة ذكرى هجرة المصطفي صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابوبكر الصديق رضي الله عنه من مكة الى المدينةالمنورة نعم نحن في حاجة لاستلهام الدروس والعبر والنهوض بأمتنا العربية والاسلامية التي تواجه اليوم كثير من الابتلاءات والمحن وبهذه المناسبة العطرة كل عام وأمتنا الاسلامية والعربية والسودانية وقراء آخر لحظة الكرام بخير وتقدم. حفظ الله هذه الأمة ووقاها من كل مكروه ومن كل شر .. إنه نعم المولى ونعم النصير.