من الطبيعي أن يظل كل إنسان في وطنه ويدأب في الحصول على لقمة العيش الكريم له ولذويه ولمن يعول.. ويستمر الحال هكذا الى أن يشاء الله أمراً آخر.. حيث تستجد ظروف يتحول معها نمط الحياة الى واقع جديد، وتتبدد معه وتيرة الكسب المعهود ،ويصير الحصول على لقمة العيش بالغ الصعوبة، وتبلغ المعاناة حداً يصعب معه الاستقرار في تراب الوطن . تزامنت هذه الظروف المعيشية الصعبة مع تواتر الأخبار عن فرص العمل المغرية من دول المهجر، تصل هذه الأخبار الى مسامع الراغبين في الهجرة، كما تحفزهم الى تلك الهجرة أخبار الذين شدوا الرحال اليها وعادوا الى ديار الأهل ،وقد تحولت صورة الحياة عند أسرهم الى واقع جديد انعكس أثره على مستوى الأسرة ونمط حياتها . كل ذلك أغرى الكثيرين الى مغادرة البلاد، وأصبح كل فرد يبحث عن عقد عمل هنا وهناك من دول النفط، يتيح له فرصة السفر والاغتراب، وهكذا الى أن تمكنت مجموعة كبيرة من الهجرة والانخراط في الأعمال المختلفة، كل حسب تخصصه وخبرته ومؤهلاته العلمية . وهؤلاء المهاجرون يمثلون الشرائح المنتجة في عجلة الاقتصاد السوداني ،وقد أمضت هذه الشرائح فترات متفاوتة لتعود أدراجها بعد أن حقق عدد منهم تطلعاته في الحصول على انجازات مالية كافية لإصلاح الحال، ولم تخل عودة عدد من هؤلاء المغتربين من بعض المشكلات والقضايا التى يجب النظر فيها ودراستها، ويظن بعض الناس أن وجود مشكلات في الحياة يعد مؤشراً سلبياً للاداء والانجاز.. ولكن وجود المشكلات أمر طبيعي يدل على وجود الحراك الاجتماعي والتفاعل بين الناس وبينهم والبيئة.. كما أن وجودها في مؤسسات العمل يدل على وجود العمل، وانتقادها ربما يدل على انتقاد العمل أحياناً أو ضعف المتابعة والتقييم، وتحصر مشكلات المغتربين في تعليم الأبناء والسكن في المدينة، ومشكلة التأقلم والانسجام، ومشكلة إعادة استخدام المغتربين في مرافق الدولة ومشكلة استثمار المخدرات . انجازات حاج حامد سوار: لعلي أعرف الرجل منذ سنوات فعرفته مع الطلاب وأمانة الشباب، ووزارة الشباب والرياضة، ومواضع أخرى مقاماً وقدراً واقتدارا، وضعته الإنقاذ في كل مكان فنجح، فهو مجاهد مثابر.. جلس هذا الشاب وتواضع مع موظفيه فرسم خطة محكمة جعلت من المغتربين دولة، وأصبح المغترب يذهب الى ولاياته مباشرة فيجد خدماته بل حتى المحليات (بحري والخرطوم وأم درمان) يذهب المغترب الى محليته، إضافة الى افتتاح مكاتب المغتربين في الابيض وبورسودان وقريباً أبشر بافتتاح مكاتب دارفور، ولكنه مابهرني هو إنجاز وإعجاز التقدير الذاتي للمغتربين بتقنية فاقت الوصف، ولا أنسى انجازات الصالات، لقد لخص لنا حاج ماجد سوار الحلول في الآتي: *لقد بنى الأخ ماجد قاعدة معلومات للهجرة بكل أنماطها، وتشمل خصائص المهاجرين الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية . * وجود آلية لتعين العائدين على توفير معلومات،و فرص ومجالات عمل عند عودتهم.. واقترح بأن يكون هناك بنك للوظائف . لقد طاف وألم الأخ الأمين العام بأوضاع أسواق العمل الخارجية، تحسباً لأي هجرات عائدة من السودانيين لاتخاذ اجراءات بشأن استيعابهم بسوق العمل الوطني .وأكثر ما أدهشني إنجاز الصندوق، حيث أصبح للمغتربين دار جميلة تشبه حدائق هافان، كل هذا الإنجاز والإعجاز تم في صمت وهدوء ،ظل هذا الهدوء يلازم حاج ماجد في كل مكان .... وأخيراً شكراً لجهاز المغتربين وشكراً حاج ماجد سوار والله أكبر والعزة للسودان