دنيا لا يملكها من يملكها أغنى أهليها سادتها الفقراء الخاسر من لم يأخد منها ماتعطيه على استحياء والفاضل من ظن الأشياء هي الأشياء.. محمد مفتاح الفتيوري * واليوم يا أحبة نبدأ الجلسات الصاخبة، ونستهل الحوار الرهيب بأبيات من الشعر متدثرة بالروعة، محتشدة بالمفردات، يطل من بين حروفها الوطن.. تلك التي صاغها "الفتيوري" ذاك الذي وهبنا البدائع والروائع ويكفيه شرفاً وفخراً عروسته التي هي عرس السودان.. ويالروعتها وفي أحشائها كلمات بلون الدهشة.. بطعم المسك، بملمس الروعة.. وراية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال. * اليوم تتعقد أولى جلسات الحوار.. وتشرق شمس الآلية "1+1" وبالمناسبة لو تطابق "واحد" مع زايد "واحد" نكون قد هزمنا كل قواعد الحساب، لأنه حينها يكون "1+1" = واحد الآن نعلمكم تفاصيل "1+1" الواحد الأول هو الممثل الشرعي للحكومة وهو سعادة الفريق أول الركن بكري حسن صالح النائب الأول للسيد رئيس الجمهورية.. ولم نسم سعادة النائب الأول صدفة أو مجرد مصادفة.. لم نسم الفريق الركن خبط عشواء ولكن فقط لأن الرجل قد "دق صدره" وحمل عصاه، وألزم نفسه بقسم غليظ بأنه حتماً وصدقاً ويقيناً سوف يصلح الدولة. * أما الواحد الآخر فهو أنا، وليس ذلك غروراً بليداً ولا نرجسة غبية، ولا طاوؤسية جاهلة.. فأنا أمثل هنا "العوام" كما يقول عمنا "الجبرتي" في وصف شعب مصر، وأمثل أيضاً " الحرافيش" كما يقول نجيب محفوظ، أنا الممثل لفقراء بلادي التي طحنت الانقاذ عظامهم طحن " العيش" أمثل الذين جرت دماؤهم يصطخب كأمواج النيل عندما نحرت سكاكين وأنياب الصالح العام الحادة والمتوحشة أعناقهم .. أمثل الأمهات والأخوات الذين انبهمت أمام أعينهم وأنسدت الطرقات والدروب... وللدفاع عن شرف "لقمة العيش" ولإسكات صرخات أبناءهن من مصارين أوهنها الجوع، فخرجن إلى ظلال "النيم" و "اللبخ" يجابهن جمر الكوانين، وحارق "بوخ الكفاتير" وفوق عذاب جهنم ذاك من لهب جمر " تهبو الريح" فوق كل ذلك يجابهن أيضاً نظرات وقحة من بعض حثالة قاع المدينة. * أنا أحاور أيضاً نيابة عن شباب في عمر الورود ونضارة الأزهار وفتوة شرخ الصبا.. وبعد أن تأبطوا شهادة التخرج من الجامعات، وبعضهم يحمل مؤهلاً فوق الجامعي، أحاور نيابة عنهم، وكل الوظائف والتوظيف قد أوصدت أمامهم، السعيد منهم من وجد نفسه "سائقاً لركشة" والجرئ منهم من وجد نفسه "كمساري" أو "بلف في روزا" ومعظمهم يهدر الوقت بل يذبحه بسكين حادة الأطراف، وهو تحت أعمدة الكهرباء في الطرقات أو على ضفاف النيل، يتفرج على "مراكب الصيادين" أو على "برندات" الحوانيت والدكاكين..و بكرة نواصل