أول أبيب: في الأحد الأول من شهر أبيب المبارك تأتي دعوة السيد المسيح للسبعين رسولاً ، عندما بدأ السيد المسيح خدمته اختار التلاميذ الأثني عشر، وبعد مدة بسيطة كان اختيار سبعين رسولاً (لوقا 1:10-34)، لقد أعطى السيد المسيح أهمية كبرى لهؤلاء، وقال لهم هم أن يصلوا من أجل أن يكتمل ركب الحصادين ويتزايد وينمو، وطلب منهم بعد أن قال إن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، أن يطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة الحصاد. وإذا كان الأثنا عشر والسبعون هم الحصادون، فلقد كان هناك غيرهم من تلاميذ السيد الملاصقين له، الحواريون رجال الحوار، ولقد أطل علينا بولس الرسول في الخامس عشر من الأولى إلى كورنثوس بحديث عن ظهور السيد لخمسائة أخ أكثرهم باقٍ حتى الآن ومنهم من رقد وقت إدلائه. بهذه المعلومة (1 كورنثوس 6:15)، وفي سفر الأعمال وعندما انتظم عقد التلاميذ ونظموا أنفسهم أختاروا بديلاً ليهوذا الأسخريوطي واحداً من الرجال الذين اجتمعوا مع التلاميذ كل الزمان الذي دخل إليهم فيه يسوع وخرج، وكان هؤلاء التلاميذ مشهوداً لهم، مواظبين على التلمذة المقدسة، وكانت القرعة بين يوستس ومتياس، ووقعت القرعة على متياس (أعمال الرسل 36:1)، وبعد حديث يسوع عن جسده ودمه، كثيرون من تلاميذه رجعوا إلى الوراء (يوحنا 66:6)، لقد كان السيد المسيح يعتز بتلاميذه وبالرسل، ولم يذكر عنه أنه تهلل بالروح سوى هذه المرة التي فيها أرسل الحصادين وأتوا يقدمون تقريرهم قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك، وقال لهم يسوع لقد رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء (لوقا 17:10 ،18)، وهكذا نجح الحصادون في إسقاط الشيطان الذي سقط يحمل خزيه أمامهم ولكنه لم يوقف الحرب ضدهم، بل ازداد شراسة وضراوة . وهناك أسطورة تقول إنه بعد صعود السيد المسيح إلى السماء استقبلته الملائكة، والتفت حوله، وأمطرته بوابل من الأسئلة، سألته الملائكة : هل قضيت على الشيطان؟.. هل ربطت الشيطان عن محاربة الإنسان؟.. هل امتد الملكوت في قلوب الناس؟.. هل آمن البشر؟.. هل تابوا؟.. هل صار الملكوت فعلاً في قلوبهم؟ وتقول الأسطورة إن يسوع الممجد ابتسم للملائكة وقال : لقد تركت أثني عشر تلميذاً وسبعين رسولاً!!.. لقد وضع أمله في هؤلاء الحصادين الذين أسقطوا الشيطان ، وقتنوا المسكونه ، وhنتشر بهم دين المسيح تاجا Wوحياة فضلى بين كل العالم القديم . بولس والمنديل: في الخامس من شهر أبيب عيد الرسولين بطرس وبولس ، لقد استشهد كلاهما في أعوام مختلفة ولكن في يوم واحد ، كان بطرس رسول الختان وذهب إلى كرنيليوس الأممي الذي آمن على يديه بعد رؤيا الملاءة المملوءة أكلاً وقول السماء له أن لا يحَرم ما حلَله الله، وكان بولس وهو رسول الأمم يود أن يكون محروماً من أجل أخوته اليهود، وقد كتب إليهم رسالة العبرانيين التي قدم فيها كل أدلة العهد القديم عن المسيا، والتي أخرجت بعض اليهود من مأزق عدم الإيمان، ويسمى هذا العيد عيد الديوك ، وذلك لإنكار بطرس المتكرر أكثر من صياح الديك، والكنيسة والشعب لم ينسوا هذا ويذكر السنكسار 5 أبيب قصة بولس والفتاة، فتاة القصر التي كانت ترغب بشدة في الذهاب مع بولس أثناء تنفيذ أمر قطع رقبته بالسيف ، ولكن بولس خاف عليها وشكرها، أما هي فقدمت له قناعاً أو منديلاً ليغطي وجهه أثناء تنفيذ الحكم، أخذ منها المنديل، ومضى ومعه السياف الذي كانت تعرفه فتاة القصر الإمبراطوري، ووقفت هي أمام بيتها تنتظر ماذا سيحدث ، مر عليها السياف سألته أين بولس؟.. فقال لها لقد تركته مضرجاً في دمائه أرضاً وعلى وجهه القناع الذي أعطيتيه إياه، فقالت للسياف سريعاً لقد كذبت يا سيدي، إن بولس لم يمت، لقد مر الآن بولس وبطرس بمنزلنا، وهما يلبسان ثياباً ملوكية، وأعطاني قناعي، وأخرجت القناع لكي يتأكد، ولا شك أن السياف آمن، وإيمان الفتاة صار قوياً. كان ظل بطرس يشفي المرضى، وكانت مناديل ومآزر بولس تشفي كل مرض وتخرج الأرواح الشريرة) أعمال 12:19). ولقد عرفت المسيحية منذ صلب السيد المسيح المنديل الذي أعطته الفتاة فيرونيا للسيد المسيح والذي كان موضوعاً في القبر بعد القيامة، والذي انطبعت عليه صورة السيد المسيح الموجودة حتى الآن والتي تؤكد أن صورة يسوع ليست من نسج خيال الرسامين، كما عرفت المسيحية منديل حنانيا الرسام الذي جاء مع وفد طلباً لشفاء مليكه من البرص ولم يتمكن من رسم صورة للسيد، تلعثمت فرشة الرسم في يده وهنا غسل المسيح وجهه ونشفها بمئزرة حملت صورته.