* بعد فترة اغتراب عادت جارتنا السيدة الفُضلى إلى أرض الوطن و شرعت فور عودتها في إحداث تغيير في الفوضى الضاربة بأطنابها في شارعنا ،قامت بتسوير مكب النفايات الذي يقع أمام منزلهم وبنت مستودعاً صغيراً لتجميع القمامة وقامت بفتح الطريق المغلق إثر حفره منذ أسابيع لإصلاح ماسورة مياه، وكالعادة لم تصلح ماسورة المياه ولم تردم الحفرة. * سقت القصة أعلاه كي أدلل أن التغيير نحو الأفضل يبدأ من عندنا والشاهد في الأمر أننا كنا نمر على مكب النفايات صباحاً ومساء لكنه لم يحرك فينا ساكناً، ربما لأنه خارج حدود منزلنا، وأسابيع حفرة المياه مفتوحه لم نحاول اغلاقها ربما لدخولنا في متاهة إصلاحها، فالماسورة تتبع لمستوصف طبي حكومي، وهيئة المياه تقول إن التسريب داخلي، وسباك المستوصف يقول إن الأمر يخص عمال الهيئة، وهكذا ظل طريقنا مغلقاً إلى أن غيض الله لنا السيدة الفضلى وفتحته جزئياً. * والناظر في سلوكنا العام يجد العجب، وانظر معي إذا شئت إلى قصة النفايات، فقد امتنعت سيارات جمع القمامة الحكومية من دخول الأحياء، وأصبحت تمر في الشوارع الرئيسية ،مما حدا بالسكان نقل نفايتهم عبر العاملات المنزليات أو أحد أفراد المنزل إلى الشارع الرئيسى ،وهنا المشكلة فبعضنا لا يستخدم أكياس النفايات المعتادة بل ما تيسر من أكياس، ولا يحكم إغلاقها فتصبح هباءً منثوراً ،وإن أحكمَ إغلاقها يأتي ( النكاشون) ويقومون بفتق الأكياس المترعة ليحملوا القوارير البلاستيكية وترك باقي النفايات تتطاير. * ولأن حكومتنا السنية رغماً عن خلعها تدريجياً صفة دولة الرفاه الأجتماعي عن كاهلها ، في مجال الصحة ومجال التعليم إلا أنها تصر على الأستمرار في مجال النفايات ورغم أن هذا المجال مغري للمستثمرين ويمكنهم صنع اختراق فيه باستخدام وسائل نقل أصغر حجماً مثل (التكتوك والكارو) لأنها تدخل إلى الشوارع الضيقة ويمكنها أستلام النفايات من باب المنزل ويمكن استخدام( النكاشون) في محطات التجميع الوسيطة لفرز الأشياء التي يمكن إعادة تدويرها و المعروف أنها تباع بالطن. * ومن مساوي سلوك البعض في الطريق العام إلقاء نفاياتهم في الطريق لا يلون على شيء، وربما صادفتك في استخدامك للطريق العام وفي بث مباشر قشرة موز أو قارورة مشروب فارغة وباقي سيجارة مشتعلة أو سفة سعوط أو مناديل ورقية مستعملة وأن استزدت لزادوك، و المخزي في هذا السلوك إنه يورث إلى الأجيال القادمة ويعادي الأجيال الحالية. فانظر وزر هذا السلوك المشين يا رعاك الله. * بإلأضافة إلى المخاطر الصحية التي يشكلها وضع النفايات في الطريق أو رميها ،نجد أنها تسبب تلوثاً بصرياً وبطول الزمان تجدنا قد استكنا للمشهد العام الملوث إلا من رحم ربّي أو أتى من إقامة طويلة خارج السودان مثل جارتنا في استهلال المقال.. ليتنا بدأنا من أنفسنا وأوقفنا انتهاك شوارعنا وعاملناها كمنازلنا.