أعلن والي نهر النيل الجديد حاتم الشيخ الوسيلة عقب توليه أعباء قيادة الولاية عن تخصيصه ساعة يومياً لمقابلة المواطنين والاستماع الى مظالمهم، وكنت أتمنى أن يقول الوسيلة إنني سأكون ميدانياً، مكتبي بين الناس في المدن والقرى والأرياف، أتلمس مشاكلهم وأعالج قضاياهم، خاصة وأن الهدف الأول من الحكم الاتحادي تقريب الظل الإداري لمعالجة مشكلات الخدمات، والاستماع المستمر للمواطنين ومعرفة أحوالهم عن قرب، فهو بالتأكيد بساعته هذه في مكتبه لن يكمل الاستماع والحل لمشكلة واحدة. مايزال أهل جنوب دارفور يذكرون المهندس الحاج عطا المنان ويتحسرون عليه، لأن مكتبه كان في الميدان لايعتمد على الشكاوي المكتوبة التي تصل مكتبه فقط، ولا على التقارير الإدارية، وكان بين الناس في كل مكان بلا حاجب، الشيء الذي جعل وفد أهل المنطقة يسبقونه لرئاسة الجمهورية مطالبين بالإبقاء عليه يوم أعيد للخرطوم، تاركاً وراءه سيرة خالدة وأذكر قبل تعيين الوسيلة وعقب إعفاء ودالبلة، دار في قروب يضم أكثر من 60 صحفياً حديث كثير حول مَن الأنسب لخلافة ود البلة في نهر النيل، واتفق الذين كتبوا أن غلام الدين عثمان هو الأنسب لولاية المعادلات الصعبة، ومنطقهم في ذلك أنه العارف بمفاتيحها وأنه الوالي الوحيد الذي عمل فيها 9سنوات متتالية، 6 منها وزيراً للمالية صعد بعدها لقيادة الوالي، واستمر فيها حتى التغيرات التي شملت كل الولاة، والشيء بالشيء يذكر، فإنه بعد مغادرته الولاية رأت اتحادات العمال بالولاية أن مثل غلام الذي عرف كيف يكون قريباً من أهل الولاية، وأن يتعامل مع كافة تياراتها بمسافة واحدة، وأن يكون قريباً من الناس كل الناس أن يكرم بحضور الوالي الجديد، فتم التكريم في بادرة نادرة في بلادنا، فالذي يغادر السلطة فيها غالباً ما يتخلى عنه حتى القريبين منه في عهده، بل منحه اتحاد العمال عربة جديدة اشتراها العمال من حر مالهم، المهم جاء حاتم الى ولاية المعادلات الصعبة، وليس أمامه غير أن يتبع منهج غلام ويستخدم مفاتيحه، وإلا سيغادر سريعاً مثلما جرى لكثيرين قبله.