شهدت ولاية الجزيرة مؤخراً حالة من الشد والجذب بين الجهازين التشريعي والتنفيذي، بسبب الغاء الجلسة الطارئة التي دعا لها المجلس التشريعي لمناقشة قضايا الخريف وتأثر الولاية به، وكان نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية تاي الله أحمد فضل الله أرسل خطاباً للمجلس طالب فيه بالغاء الجلسة التي دعا لها أكثر من نص أعضاء المجلس، الأمر الذي قوبل بالرفض من النواب، واعتبروه تدخلاً سافراً من الحزب في اختصاصات المجلس، وازداد الأمر حدة غياب الوزراء عن الجلسة، ليفسر الأمر بأنه تنسيق محكم بين الحزب والجهاز التنفيذي ضد المجلس التشريعي، ووصفوا اعتذار الوزراء عن الجلسة بالأعذار بالواهية، وتنم عن عدم مسؤولية، وتبدو الصورة قاتمة بين بين الجهازين (آخر لحظة ) د. عماد الدين الجاك، باعتباره صاحب عباءتين الأولى كوالي بالانابة ومسؤول عن إدارة الولاية في ظل غياب والي الولاية د. محمد طاهر ايلا، الذي يقضي إجازته السنوية خارج البلاد، ثم وزيراً للصحة، وكان من ضمن طاقم الوزراء الذين كان يفترض أن يقدموا تقاريرهم أمام المجلس التشريعي في الجلسة الطارئة، واستفسرته حول الأمر ومايجري من خلافات داخل الولاية بين الجهاز التنفيذي والتشريعي، وخرجت منه بالحصيلة التالية فمعاً نطالع ما جادت به قريحته في هذا الحوار. حوار : عمر دمباي *اعتذرت وعدد من الوزراء عن حضور الجلسة الطارئة التي دعا لها المجلس التشريعي.. لماذا ؟ - نعم تم الاتصال بنا من قبل رئيس المجلس بانعقاد جلسة طارئة، لكننا كنا في عمل متواصل وفي زيارات ميدانية لعدد من المحليات المختلفة، بخصوص طوارئ الخريف والأمطار والسيول، ونتفقد الوضع الصحي، بالإضافة الى ذلك صادف في الأيام التي طالب فيها التشريعي عقد الجلسات وما قبل انعقاد الجلسة اجتماعات مختلفة والتزامات مسبقة، منها اجتماع للمجلس الأعلى للاستثمار. *ولكن ما علاقة المجلس الأعلى للاستثمار بالصحة ؟ - اجتماع المجلس تمت فيه دعوة الوالي، وأنا بصفتي وزير صحة ووالي مكلف كان لا بد لي من تمثيل الولاية نيابة عن الأخ الوالي، وبالتالي استجابة لرئيس المجلس الأعلى للاستثمار السيد رئيس الجمهورية، مما جعلني متواجداً في الخرطوم. *لكن حتى هذا الاجتماع لم يعقد وتم تأجيلة ؟ - صحيح أن الاجتماع لم يعقد وتم تأجيلة، لتزامنه مع زيارة النائب الأول لرئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق، وفي اليوم الثاني كان تدشين الطريق المزدوج الخرطوم مدني، وكنت ممثل الوالي محمد طاهر ايلا، باعتباره حدث مهم، ومن المشروعات التي لا يمكن أن تغفلها الولاية أو تكون بمنأى عن هذا التدشين الكبير، ولذلك كان لابد من حضور هذين المحفلين. *لماذا لم يتفهم المجلس موقفكم هذا؟ - قبل الجلسة باربعة أيام أرسلنا خطاب اعتذار للمجلس التشريعي، نلتمس منهم تأجيل الجلسة وليس الغاؤها، ونحن إن لم تكن تلك الاجتماعات التي ذكرتها لك لكنا حضوراً بينهم. * الآن هل هناك استعداد لحضور الجلسة التي ستعقد اليوم؟ - بكل تأكيد سنأتي لجلسة اليوم، وجاهزين لتقديم تقاريرنا سواء المتعلقة بالصحة أوغرفة الطوارئ أو الحج والعمرة أمام المجلس، وشرح ما تم من تدابير حتى اللحظة. *المجلس رفض التأجيل لأن الطلب جاء من نائب رئيس المؤتمر الوطني ؟ - نحن كجهاز تنفيذي لا لنا علاقة بالخطاب الذي أرسل من نائب رئيس الحزب للجهاز التشريعي، ولم يصدر منا اي خطاب يتعلق بالغاء الجلسة، ولكننا كتبنا قبل موعد الجلسة بأربعة أيام بتأجيلها لعدة أيام. *البعض وصف اعتذاركم بالواهي والهدف منه الاستخفاف بالمجلس والغاء دورة الرقابي؟ - خطابات الاعتذار لا تحمل اي مدلولات أخرى، وليس لدينا أية نوايا في تعطيل المجلس، وأخذنا الموضوع بمهنية وعلمية، وواجباتنا تجاه المواطن والولاية، فقط الهدف أن يتسنى للولاية التمثيل في المناشط التي تم ذكرها، والتي يصب مردودها في مصلحة الولاية وفي مصلحة إنسان الجزيرة، وتقديرنا يمتد لرئيس المجلس وكل أعضائه بمختلف أحزابهم وتكويناتهم. *هل يمكن أن نقول إن ما حدث كان نتيجة لسوء فهم؟ في الحقيقة حتى نكون دقيقين لم يفهم كل النواب اعتذاراتنا بالمقاطعة أو تهربنا، صحيح أن بعض الأصوات اعتبرت موقفنا تهرباً من المواجهة، ونوعاً من عدم المسؤولية، وهناك البعض الثالث الذي كان على قناعة بأن الأمر مجرد وقت ومصلحة عليا وارتباط ولاية ليس إلا ولم يكن ارتباطاً شخصياً. *غياب ايلا في وقتٍ الولاية في أشد الحاجة له يفتح الباب للتساؤلات؟ - الولاية تقوم على المؤسسية وطالما أن هناك دستوريون ووزراء ومعتمدون وهياكل وخطة واضحة وميزانية مجازة للعام 2016م، وأخرى للخريف، ولجنة عليا بقرار الوالي في الخريف، فلا يمكن أن تتأثر بغياب شخص أو شخصين، لأن الحكومة بأكملها موجودة، فلا تأثير لأي شخص، خاصة وأن هذا الشخص الغائب وضع كل الأساسيات والبصمات، وكون اللجان الفرعية والرئيسية، فالذي يؤثر غياب المؤسسية وليس الفرد. *ولكن توقع كثير من المواطنين من الولاية أو خارجها أن يقطع الوالي إجازته؟ - أكرر لك أن الوالي من حقه أن يأخذ إجازته مثله ومثل اي موظف أو دستوري، ومهما كانت الظروف فإن غياب الوالي لم يؤثر، لأن هنالك عملاً مربوطاً بخطة، والجهاز التنفيذي ما قدمه وما نفذه خلال موسم الخريف كان واضحاً، واستطاع أن يوفر ما يجب توفيره من صحة غيرها. *كيف تقيم الوضع الصحي بعد الأمطار الغزيرة التي ضربت الولاية هذا العام؟ - الباعوض والذباب في نقصان مستمر نتيجة لما بُذل من جهود على مستوى الولاية ككل بمختلف محلياتها، ونحن على ثقة بعدم ظهور اي وباء فيما يخص أمراض الخريف سواءً ملاريا أو غيرها. *ولكن الباعوض والذباب في تزايد والمواطنون قلقون من الأمراض؟ - الوضع مطمئن وتحت السيطرة، أنا اتفق معك في أن هناك تخوفاً بسبب كمية الأمطار التي هطلت هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.