وينتهي أوان الاستقبال الأنيق.. في مكتب.. بل في واحة ودوحة الشعر وارفة الظلال عطرية الأنفاس وطيورها الحروف المحلقة.. والمتقافزة من غصن إلى غصن وهي تحكي أناقة السفراء وبهاء الشعراء الذين ينوب عنهم في هذه الخميلة الشاعر السفير مدير مكتب النائب الأول. وتتعانق (شوكات الساعة) معلنة حضور (الزمن) للقاء النائب الأول وسعيد.. بل موفق (أنا) فقد (جيت قبل الميعاد) لأستمتع بتلك (الصحبة) القصيرة مع الشاعر السفير. ولكن وقبل (بدء المحادثات) مع النائب الأول.. لا بد من كلمات يجب أن تقال. أولاً.. من هم أطراف المباحثات.. بل من هم أطراف المفاوضات.. إنهما وفدان لا غير.. الأول وذلك لدواعي الفخامة والأهمية والمكانة والخطورة والخطر.. هو وفد الحكومة الذي يمثله النائب الأول.. والثاني هو (أنا) وهو الذي يمثل (الحرافيش) والعوام وكل الشعب السوداني باستثناء الأحباب في (المؤتمر الوطني) و(توابعهم) من (المؤلفة قلوبهم) وأولئك الذين خدعوا (الإخوان) بالدين فانخدعوا لهم.. وفئة من أحزاب ارتضت (بكامل قواها) العقلية أن تذيب برامجها وأنظمتها وعقائدها في (بحيرة) المؤتمر الوطني.. (يعني) علناً وليس سراً. أنا ومن أمثلهم هم في (الضفة) الأخرى المواجهة أو المقابلة أو (المناهضة) للإنقاذ ولكن بالوسائل السلمية وبأسلحة الحروف وذخيرة (الأحبار). ثم السؤال.. وهو سؤال مشروع.. قد يسأله بعض (المتنطعين).. لماذا لا تنتظرون مخرجات (الحوار) وما تتوصل إليه آلية (7+7) لنقول.. نحن (قنعانين باطن وظاهر) من آلية نجمها المتلألئ ورأس رمحها الذي يمثل (المعارضة) هو الأستاذ (كمال عمر).. ذاك الرجل الذي (طلع مداعي) للحوار وأضحى منصة لإطلاق الصواريخ على كل من تسول له نفسه (نقد) الحكومة.. أو التشكيك في "مخرجات الحوار" والتي يأمل الحالمون أو بعضهم في أن تلك المخرجات ستقود إلى ديمقراطية رحيبة على مقياس (وستمستر) والتي حتماً ستفكك (الإنقاذ) أو تقطع ذاك (الشريان) بين المؤتمر الوطني والدولة. ونأتي إلى الأهم وهي موجة من التفاؤل قد غمرتني من (سبيبة رأسي) وحتى (أخمص) أقدامي.. وهو إن الإنقاذ قد قطعت من مشوارنا نحن في الضفة الأخرى مقدار (50%) من الطريق كيف؟؟.. وأنا أجيبكم.. لاحظوا أننا بصدد الحوار مع (النائب الأول) وهو من منظومة الجنرالات العظام.. بل هاهم (الجنرالات) يحتلون في فرح ربوات شاهقة كان يتوهط فيها (الإخوان) على مدى ربع قرن من الزمان.. وكيف لا نفرح وشموس الجنرالات تشرق وترسل أشعة عمودية على الوطن.. وأفلاك (الإخوان) تخبو بعد أن غابت شمسهم لا تخبو فقط.. بل تتهاوى نجماً بعد نجم. وبكرة نواصل