* تقول القاعده الذهبية إن الميل يبدأ بخطوة، وما حققه المنتخب الوطني للناشئين يصلح أنموذجاً لتطبيق هذه القاعده على الكرة السودانية، بعد أن أثبت صغار الصقور امكانيه فعل الممكن وبعض المستحيل، وأن الإرادة تهزم الظروف والامكانات وتصنع المعجزات. * أتوقع أن يكون المنتخب الكاميروني مصقوعاً من الدهشة والاستغراب ومذهولاً مما حدث، بقلعة شيكان التي عادت واجترت التارخ واسترجعت ذكريات حبيبة للسودانيين أسيرة إلى نفوسهم سطرها الأبطال الذين رووا الرمال بالدماء الطاهرة الزكية. * عندما فاز أبطالنا على الرصاصات النحاسية كتبنا بلسان الدهشة التي ألجمت الألسن بأنه مكتمل الأركان، قدم فأجاد وأبدع ورسم لوحة مكتملة الأركان، وقاد المباراة للنهاية التي يريدها، وتوج نفسه متاهلاً على حساب زامبيا بكل تاريخها وإرثها. * وكرر أبناء السودان الأشاوس ما فعلوه، وهذه المرة على حساب منتخب كبير واسم عريق في سماء القارة السمراء، نتوقع أن يحدث انتصاره زلزالاً بالاتحاد الكاميروني فالأسود غير المروضة وعلى مستوى منتخباتها المختلفة لم تعتد على مثل هذه الخسائر الكبيرة. * ونتوقع أن أسود الكاميرون استهانوا بالسودان، قبل أن يقلب الصقور الطاولة ويحلقون على حساب الأسود في البعيد. * علينا ألا ننظر للنتيجه بمعيار أنها نقاط داخل الملعب فحسب، بل على أنها خطوة نحو الميل البعيد لاستعادة وضع كل المنتخبات على المسار الصحيح بالاختيار والإعداد وتوفير الامكانات، مثلما فعل هارون مع كل المنتخبات الوطنية، وقد حل محل وزارة الرياضة وجعل من الأبيض محط أنظار الرياضيين وقبلة لهم. * حسم صغار الصقور جوله مهمة ووضعوا اسم السودان على كل لسان، نتوقع أن تشتعل به الفضائيات والقنوات لأنه حقق انتصاراً كبيراً وغير متوقع على منتخب يفوقه بالتجارب، لكنه لا يتفوق عليه بالإراده التي تحطم الأغلال وهو ما فعله الصغار عنوة واقتدارا. * لا نود إفساد فرحه الفوز الرباعي ولكن ولوج هدفين شباكنا تقلل من قيمة الفرح وتتطلب وعياً وحذراً ويقظه في مباراة الرد، فالكاميروني طموح ونتوقع ان يضع خطة محكمة للقاء الرد لاجتياح مرمانا ومعادله النتيجه وانتزاع البطاقه وهو ما نتوقع أن يتفطن له الجهاز الفني ويضع الترياق المضاد. * أثلج الفوز صدور الرياضيين بعد انحسار الأفراح وتمدد الأحزان على مستوى المنتخب الأول، ونتمنى أن يكون هذا المنتخب بتوليفته الراهنه كلية ونواة للمنتخب الأول يحمل راية الدفاع عن السودان في كل المشاركات المقبلة، على أن يتفرغ منتخب الشباب لمهمته المنتظرة، وهي المشاركه في النهائيات الإفريقية. * بعيداً عن أجواء الفرح الوطني يواجه الهلال اليوم تجربة صعبة بالفاشر في مباراة تعد هي الأهم بل الأخطر كونها تحدد بشكل تقريبي مسار البطولة. * العودة من الفاشر بنقاط المباراتين يعني فوز الأسياد عملياً بالممتاز، دون الحاجه لنقاط بقية المباريات، إلا إذا حدثت خوارق وزادت غله الفرق الأخرى من الأهداف. * المواجهات المباشرة ترجح كفة الهلال على كل فرق الممتاز تقريباً عدا هلال الأبيض ومن هنا يكون التفوق الأزرق. * الفوز بمباراتي فاشر السلطان إعلان رسمي بتتويج الأسياد لكننا نخشى من التهاون والاستهتار.