في مقالنا السابق بعنوان منظمات المجتمع المدني في خدمة التضامن الأفريقي تناولنا حيثيات وفعاليات اليوم الأول للمؤتمر الثاني لمنظمات المجتمع المدني الأفريقي والذي جاء بمبادرة من المجموعة السودانية لحقوق الإنسان وقمنا باستعراض الأوراق الأساسية للمؤتمر والنشاط الفكري المصاحب والمتمثل في الندوة العلمية التي انعقدت مساء 20/ديسمبر/2010م بقاعة الصداقة بالخرطوم وتحث فيها البروفيسور/ ديفيد هويل الخبير البريطاني والباحث في مجالات القانون الدولي والمتخصص بدقة في المحكمة الدولية الجنائية في الإجراءات والتوجهات خاصة ما جاء في المحكمة بخصوص السودان ، في اليوم الثاني الموافق 21/ديسمبر/2010م انتهى المؤتمر من جدول أعماله واصدر البيان الختامي والتوصيات والتي جاءت في مجملها معبرة عن أهداف تجمع المنظمات المجتمعية الأفريقية تحت شعار: منظمات المجتمع المدني في خدمة التضامن الأفريقي وذلك سعياً لمواجهة التحديات التي برزت في مطلع هذا القرن وسعي هذه الدول مجتمعة للدفاع عن حقوقها وحرياتها في المنابر الدولية والمؤسسات الأممية من خلال التضامن السياسي والتكامل الاقتصادي والاستفادة من التجربة الإنسانية الأفريقية وتوظيف الموروثات والقيم لتحقيق الاستقرار والتنمية في دول القارة. أهم التوصيات والنتائج التي خرج بها المؤتمر يتمثل في انجاز وتنفيذ توصية المؤتمر الأول الذي انعقد بمدينة مروي في منتصف يناير 2009م التوصية التي جاءت بإنشاء وتكوين آلية دائمة تكون بمثابة الجهاز التنفيذي للمؤتمر والذي يقوم بالإعداد لعقد المؤتمرات القادمة وتنفيذ التوصيات والقرارات التي تصدر عن المؤتمر والقيام بإعداد المشروعات التي تخدم أهداف تضامن القارة الأفريقية وان يكون لها صفة الديمومة ليظل المؤتمر مؤسسة إقليمية تجمع منظمات المجتمع المدني الأفريقي وتوجيهها نحو خدمة الأهداف المشتركة لدول القارة.ولتحقيق هذه الآلية تم عقد جلسة إجرائية في ختام الأوراق الأساسية للمؤتمر وخصصت الجلسة لإجازة النظام الأساسي وتكوين الآلية الخاصة بعمل المنظمات الأفريقية وتتكون الآلية من خمسة عشر عضواً اخذ الجانب الأهم والمتمثل في أقاليم القارة الأفريقية الخمسة المتعارف عليها شمال وجنوب وغرب ووسط وشرق القارة إضافة إلي المقعد السادس يمثل أفريقيا المهجر أيضاً تم انتخاب ممثلين للقطاعات المتخصصة للآلية وجاء انتخاب رئيس الآلية المستر/ جوزيف شلنقي الزامبي الجنسية والمسئول في المجلس الاجتماعي والاقتصادي بالاتحاد الأفريقي وهو من ابرز قادة العمل المدني الأفريقي ومن المساهمين في تأسيس عدد من المنابر من بينها مؤتمر منظمات المجتمع المدني الأفريقي أيضاً تم انتخاب الأستاذ المحامي طارق عبد الفتاح رئيس الدائرة الأفريقية بالمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان والناشر في عدد من المؤسسات الإقليمية الدولية والإفريقية تم انتخابه أميناً عاماً للآلية ومن السودان أيضاً جاء انتخاب الناشطة في مجال العمل الطوعي والمدني الأستاذة/ مشاعر الدولب رئيس مركز دراسات المجتمع بالسودان في عضوية القطاعات عن قطاع المراة والطفل من بين المكتسبات التي وجدها السودان من قيام المؤتمر قرار بان يكون دولة المقر الدائم لمنظمات المجتمع المدني الأفريقي هو السودان وهذا يعتبر إضافة للدور التاريخي الذي لعبه السودان في تضامن دول القارة والتأثير في محاور القرارات الدولية من خلال التكتلات الإقليمية ومن بين أهم التوصيات التي أصدرها المؤتمر من خلال البيان الختامي والمداولات أوصى بضرورة الاهتمام بالأعوام الأفريقي لما له من دور في عصرنا الحاضر وان تتضامن أجهزة الإعلام ووكالات الأنباء الأفريقية كما أوصى بإنشاء مركز إعلامي أفريقي يعني بالدراسات والبحوث ويقوم بإبراز وجهة النظر الأفريقية والحفاظ على هويتها وتراثها الحضاري في مواجهة الاستلاب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي التي تمارسه الدول القومية في كل سياسات العولمة والسعي للهيمنة وإضعاف دول العالم الثالث. أما القومية الثانية والتي جاءت في إطار القضية السودانية الخاصة بالاستفتاء القادم لجنوب السودان حيث رأي في النموذج السوداني وفق الموافيق الدولية حول حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان حيث دعا المؤتمرون بان يكون الاستفتاء أساساً للوحدة القومية لتكون نموذجاً لوحدة دول القارة ودول العالم الثالث وان يحقق الاستفتاء السلام في السودان ودول الجوار.تلك هي ابرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر وهي توصيات وقرارات تصل إلي مستوى انجاز المنظمات الإقليمية والدولية والتي تتطلع بدور مؤتمر في مسيرة التضامن الأفريقي ويبقى الانجاز والتنفيذ. ولله الحمد،،،،