ü آخر لقاء بين الرئيس عمر البشير والإمام السيد الصادق المهدي انعقد قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والتنفيذية التي جرت الصيف الماضي وانتهت إلى نتيجة فوز عريض للوطني على منافسيه من المعارضة بعد انسحابها الجزئي من الانتخابات.. وقبل إعلان انفصال الجنوب المتوقع إعلانه الشهر القادم فاجأ الرئيس عمر البشير والإمام السيد الصادق الساحة السياسية داخلياً وخارجياً بلقاء عشية السبت والذي فتح أبواب الحوار الموصدة منذ حادثة د. مريم الصادق!! ü المؤتمر الوطني أعلن فتح باب المشاركة في حكومة واسعة القاعدة الحزبية ورمى بالطعم للأحزاب المعارضة (لتركب) معه سفينته التي ترجّلت منها الحركة الشعبية بفصلها للجنوب واحتضانه لوحدها.. ولقاء البشير والصادق عشية السبت أعاد فتح أبواب الحوار فقط ولم يبلغ مرحلة صياغة شراكة مع حزب الأمة رغم اللغة الهادئة التي استخدمها د. نافع لتوصيف اللقاء بالاعتراف (بإمامية) الصادق المهدي الذي طرح مشروعاً سياسياً للتوافق يفضي لتكوين آلية قومية لا يستثني منها أحد.. ü لقاء (البشير الصادق المهدي) يخاطب بطريقة غير مباشرة لقاء (البشير الميرغني) الذي يلوح في الأفق القريب جداً والتنافس بين السيدين من المعلومات بالضرورة في الفقه السياسي ولكن هل بمقدور حكومة البشير القادمة استيعاب رؤوس كبيرة تضييق بها محدودية المقاعد الوزارية وصغر حجمها؟؟ وهل بمقدور الإمام الصادق المهدي الجلوس مراقباً للأحداث وبضع من قيادات حزب الأمة يذهب للمشاركة في حكومة قد يطول عمرها حتى أجلها المكتوب بخمس سنوات وقد يضطر (الركاب الجدّد) مغادرة القطار في المحطات القادمة وقد تحدث (خناقة) أو (شكلة) داخل القطار تتطلب توقف القطار وإخلاء بعض العربات!! ü ليس هناك مشكلة في تنازل المؤتمر الوطني عن الوزارات (الثمينة) أو الوزارات الهامشية فالمؤتمر الوطني شبع في السلطة حتى أصابته التخمة منها.. عشرون عاماً وقيادات المؤتمر الوطني تتقافز من وزارة لأخرى مثل الفراشات بين الأزهار وعشرون عاماً من الحرمان من السلطة جعلت الأحزاب (الكبيرة) الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي تحنو للسلطة حنو المرضعات على الفطيم وليس هناك مشكلة في زيادة عدد المستشارين إلى (30) مستشاراً لأن دخول الميرغني والصادق المهدي لحديقة الحكومة وليست (حظيرتها) كما يكتب المعارضون أهم من سياسات علي محمود التقشفية.. ü لكن هل السيد الصادق المهدي يستطيع الثبات مرة واحدة ولا يعود بعد يومين وينقلب على اتّفاق بيت الضيافة مع البشير؟؟ ومتى أبرم السيد الإمام اتفاقاً واحترمه منذ اتّفاق بورتسودان مع جعفر نميري واتفاق جيبوتي وعشرات الاتفاقات يبرمها الإمام الصادق وينقلب عليها اليوم الثاني إما خوفاً من نتائجها أو حباباً في مشتقات تفسير الكلام ويظل الاتفاق مع الميرغني أسهل وأقل كلفة ولكنه محدود الأثر على صعيد بنك الجماهير!! ولكن هل الإنقاذ برصيدها الجماهيري المقبوض نقداً في حاجة لجماهير أخرى طائرة في السماء.