/ كسب ثقة المستجوب بعدم استعمال الفاظ جارحة والبعد عن تحقيره أو إهانته مع مراعاة: أ/ تغير ظروف المتهم ب/ المحافظة على الأسرار التي يبوح بها المتهم بما يشجعه على مواصلة الحديث والإدلاء بكافة المعلومات. ج/ عدم إعطاء وعود لا يمكن تحقيقها 8/ أن يكون لديه المام كامل بظروف الجريمة وتفصيلاتها موضوع التحقيق ودور المستجوب فيها والدافع إلى ارتكابها. 9/ لديه معرفة بأوجه الضعف والقوة في شخصية المستجوب. 10/ إلمامه بالفكر الذي يعتقه المستجوب وكيفية الرد على ذلك الفكر. 11/ لديه المام بأوجه القصور في الأدلة المادية التي تدين المتهم، ومحاولة التوصل إلى أدلة مادية وعدم الأكتفاء بالاعترافات فقط. وبذلك نجد أن الشروط التي يجب أن تتوافر في المحقق معظمها مكتسبة وتتم بعد مران. مكان الاستجواب وظروفه: يجب أن تكون غرفة التحقيق بسيطة الأثاث، خالية من الأشياء التي تستدعي الانتباه، أو تلفت النظر، مع عدم وضع تلفون يشغل المحقق، أو يقطع عليه تفكيره وتسلسل أسئلته، ويتم فور ضبط المستجوب عزله عن بقية المتهمين حتى لا يرتب أقواله مع الآخرين، فكلما مضى وقت على ضبط المتهم دون سؤاله، قل شعوره بالذنب، وبالتالي يتولد لديه تفكير في كيفية التخلص من المسؤولية والعقوبة التي تنتظره. طريقة السؤال: لابد أن تكون هناك خطة موضوعة تتبع للتأثير على المستجوب ويراعي فيما يلي: 1/ أن ترتب الأسئلة ترتيباً زمنياً وفق التعاقب التاريخي للأحداث، فتبدأ بالفقرة الخاصة بتكوين العقيدة، ثم فترة التفكير، ثم مرحلة التنفيذ. 2/ يجب ترك المتهم يتحدث دون مقاطعته أو التشويش عليه، ثم إبداء الملاحظات على أجوبته فيما بعد أو عقب الإجابة. 3/ عدم إعطائه فرصة طويلة للتفكير للرد على الأسئلة حتى لا يفكر في خلق موضوعات للخروج من الاستجواب. 4/ تدوين ملاحظات على أجوبة المستجوب وأوجه التناقض بينها لمواجهته بها، والتركيز على نقاط الضعف لاستخلاص الحقيقة منه. 5/ عدم مواجهته بالأدلة المتوافرة قبله في البداية حتى لا يعلم حجم المعلومة المتوافرة لدى المحقق، ويكون رده في حدودها، بل لابد أن تكون الأسئلة من الذكاء بحيث يوهم المستجوب أن المحقق على علم تام بظروفه ونشاطه السابق. 6/ أن تصاغ الأسئلة بحيث يكون واضحة وسهلة ولا تحتمل التأويل لأكثر من معنى. إدارة عمليات الاستجواب: يجب أن تكون هناك عدة مجموعات معاونة لنجاح الاستجواب أهمها: 1/ مجموعة متخصصة تقوم بإعداد دراسة كاملة للجريمة موضوع التحقيق بتفصيلاتها الشاملة، من حيث وقت وقوعها ومكانها والمضبوطات والآثار الناتجة عنها، وطريقة ارتكابها، والأسباب والبواعث الدافعة لها، وأقوال الشهود والخبراء.بالنسبة للتنظيمات العقائدية يتم إعداد دراسة عن مبادئ وفكر ونشاط التنظيم، وطرق تحقيقه وأسلوبه في ذلك، والمعلومات المتوفرة عن العناصر المشتركة فيه (يتم تزويد المحقق بتلك الدراسة). 2/ مجموعة متخصصة تقوم بفحص المضبوطات التي أسفر عنها التفتيش مع الاهتمام بقصاصات الأوراق التي تحوي أسماء وعناوين أو أرقام تلفونات، إضافة إلى المعلومات المسجلة عن كل ما ورد بها (يزود بها المحقق). 3/ مجموعة للتحريات السريعة لاتخاذ الإجراءات المطلوبة منها، والتي تكلف بها من مجموعة الاستجواب، وتكون على قدر من المرونة والفاعلية وحسن التصرف. 4/ مجموعة للتنسيق مع جهات التحقيق للوقوف على جوانب الضعف والقوة في الأدلة التي تدين تحرك المتهمين. الواجبات التي يجب أن تراعى أثناء عمل مجموعة الاستجواب لتحقيق كفاءة عالية في الأداء ومرونة وسرعة في الحركة: 1/ عمل أرشيف يستعين به المحقق في عمليات الاستجواب يشمل أسماء الأشخاص الذين ورد ذكرهم في التحقيقات، بحيث تحرر بطاقة لكل عنصر يدون به الاسم والاسم الحركي إن وجد، وبياناته والمعلومات المسجلة عنه، ومضبوطاته، والمتهمين الذين إعترفوا بدوره، وتاريخ ضبطه أو هربه، ويتم حفظ الأرشيف أبجدياً، ويستفاد منه في تحديد دور وحجم المعلومة المتوافرة لدى المستجوب فور ضبط المتهم والأدلة التي تدين تحركه وأوجه القصور التي بها ومحاولة تدعيمها. 2/ عمل خريطة تنظيمية للاسترشاد بها لإبراز العناصر القيادية وجهاز الاتصال والقواعد التنظيمية، ويستفاد منها فيما يلي: التركيز في استجواب العناصر القيادية مع إعطائهم الأولوية في عمليات الاستجواب لإلمامهم بالخطط الرئيسية والفرعية التي وضعها التنظيم، وذلك حتى يمكن إحباطه في مرحلة باكرة، وقبل تحقيق أي نجاحات له، فضلاً عن توجيه مجموعات الضبط بسرعة ضبطهم حتى يمكن فصل القيادة عن القواعد لتسهل بعد ذلك السيطرة على التنظيم وإفشال مخططاته. التركيز على ضبط عناصر جهاز الاتصال الذي يقوم بتوصيل تعليمات القيادة إلى القواعد التنظيمية، ولعلمه بأماكن الاجتماعات واللقاءات وإقامة عناصر التنظيم، فضلاً على استثمار استجوابه في كشف التعليمات التي صدرت اليه من العناصر القيادية في استخلاص الحقيقة من القياديين. تحديد العناصر التي تحوز أسلحة وذخائر وضبطها بالنسبة للتنظيمات التي تتخذ أسلوب العنف.ويجدر بالإشارة في هذا المجال أن إدارة عمليات الاستجواب تستهدف أساساً إجهاض المخططات العدائية وتوجيه ضربة أمنية لها، وذلك وفق اعتبارات لها أولية وهي: 1/ سرعة تحديد أماكن العناصر التي تحوز أسلحة أو متفجرات وضبطها وتركيز الاستجواب في كشفها. 2/ تحديد عمليات العنف والأماكن المستهدفة التي يعتزم التنظيم القيام بها وتأمينها وسرعة ضبط العناصر المكلفة بالقيام بذلك. 3/ فصل القيادة عن القواعد التنظيمية وتوجيه ضربات أمنية للأماكن التي يتواجد بها عناصر التنظيم بضبطهم والتجاء بعضهم إلى الهروب، ويجعل التنظيم في حالة المدافع بدلاً من المهاجم. 4/ الملاحقة الأمنية المستمرة لعناصر التنظيم الحركية لدفعها للانشغال بالدفاع عن نفسها بدلاً من التفكير في تنفيذ أية عمليات. عمليات التجنيد: من خلال عمليات الاستجواب وسيطرة المحقق على المستجوب وإخضاعه تحت تأثيره، ومعرفة جوانب العنف والقوة في شخصيته، يمكنه تجنيد بعض العناصر المستجوبة وتوجيهها لاختراق الأنشطة الضارة ووضع خطة مدروسة لذلك. ويعتبر ذلك من أهم ثمار عمليات الاستجواب التي يجب على المحقق أن يراعيها أثناء عمله، باعتبار أن المصادر المدربة هي السمة الأساسية لعمل أجهزة الأمن والتي يستطيع من خلالها الحصول على المعلومات للوقوف على حقيقة نشاط التنظيمات المناهضة وإجهاض مخططاتها. مدير إدارة المباحث الجنائية المركزية الأسبق