كلما قامت ثورة عربية في إحدى الدول العربية أو الأفريقية أحاول قراءة ما بين السطور وتأثيرات ما يحدث من تغيير على القضية الفلسطينية وعلى الوجود الإسرائيلي بفلسطين، فحدوث تغيير في مصر أمر يمثل خطورة كبيرة على إسرائيل ويمكن أن يلغي اتفاقية كامب ديفيد بالإضافة إلى فتح معبر رفح لدخول وخروج الفلسطينيين وأمتعتهم واحتياجاتهم، حيث إنه يعتبر المدخل الوحيد عبر القارة الأفريقية لفلسطين، كما أننا لن ننسى التخوف الإسرائيلي من مد الفلسطينيين بالأسلحة، كما لا ننسى أن إيران التي ظلت تهدد إسرائيل مراراً وتكراراً ما زالت في الملعب رغم أن هناك بعض المظاهرات تخرج على الحكومة مرة بعد مرة، وفوق ذلك كله فإن فلسطين نفسها ليست هادئة والصراعات تنقص من قوتها الكثير.. المهم سادتي دعيت لحضور مؤتمر صحافي لمؤسسة القدس الدولية الذي يعلن عن قيام المؤتمر السنوي الثامن لها، والذي يعقد تحت شعار «بادر الأقصى في خطر» الذي ينطلق في السادس من مارس القادم وستتخلله مناشط عديدة وسيؤمه عدد كبير من المختصين والمهتمين بالقدس في العالم مسلمين ومسيحيين، وستستضيف الخرطوم «280» عضواً يحضرون من «29» دولة.. وقد قال د. قطبي المهدي الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية إن المؤسسة تدعم صمود المقدسيين وتساعدهم للصمود أمام المخططات الإسرائيلية، كما تقوم بصيانة المؤسسات الوقفية والمساجد هناك، كما تعمل على البحث عن مبادرات لدعم القدس.. وغيرها من الخطوات والتي سيتوجها وقف كبير يعود ريعه للمقدس والمقدسيين.. وفي ظني أن مثل هذه المنظمات تدعم قضية القدس مادياً لكن بالطبع الدعم المعنوي مهم ومطلوب، لذا لابد لكل الشعوب العربية أن تساهم بمالها إذا لم تستطع التضحية بالأشياء الأخرى حتى تلقى الله وهي تفتخر بأنها ساهمت في القضية الفلسطينية.. ونحمد الله أن السودان ليس من الدول التي لا تهتم بأخوانها في الجغرافيا وفي الثقافة وقبلهم الدين، لذا أتوقع أن يكون المؤتمر السادس بمثابة فتح «الباب» للدخول منه لمساعدة أخوان لنا يحرسون أحد مقدساتنا وهو أول القبلتين، كما أن لموعد انعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت رسالة قوية جداً.. فهو يعقد في ظل أحداث معقدة تمر على الشعوب العربية مما يؤكد أهمية «القدس» عند الجميع.