المعارضة لا تتعلم من تجاربها السابقة في الفشل الذريع سياسياً وهي تخوض معركة غير متكافئة مع المؤتمر الوطني والمعارضة التي خيل إليها المؤتمر الوطني كحزب ضعيف وهش لا يقوى على مواجهة شباب «الفيس بوك» تخطيء المعارضة الحساب السياسي وهي تعلن على الملأ خططها لإسقاط النظام.. بل إن الدكتور نافع علي نافع قال في مدينة الأبيض إن قيادات المعارضة حينما يجتمعون ليلاً يحرص بعضهم على إبلاغ المؤتمر الوطني بتفاصيل الاجتماعات أكثر من حرصه على وصول منزله!! ومعارضة تفشي أسرارها لخصومها لن تقوى على مواجهتهم في ميدان أبو جنزير أو ميدان المولد وفرق شتى بين نظام مصر الذي سلب الشعب حق الترشيح ونظام تونس الذي يتقفى أثر العلمانية الفرنسية ونظام السودان الذي واجه التمردات العسكرية والتحالفات الدولية والإقليمية بثبات ودفع ثمن مواقفه تضحيات حتى غدت أمريكا معجبة في نفسها بنظام ناصبته العداء ولم ينكسر أو يتراجع فكيف يسقط مثل هذا النظام بتظاهرات تقودها مريم الصادق وفاروق أبو عيسى وعرمان الذي يقول في منابر السياسة لحناً شجياً للمعارضة ويمضي في ترتيب أوضاع حزبه مع الوطني برؤية مُغايرة للمعلن من الكلام!! ü هل ثمة قضية حقيقية تجعل الشعب الذي خرج بالآلاف لبيعة البشير ينكص عن بيعته ويسعى لإسقاطه؟ ومن هو بديل البشير في الساحة حالياً؟ هل «السيدين»، «القمرين»، «النيرين» الصادق والميرغني خيارات مقبولة للشعب الذي جربها وخبرها وحصد ثمرات حكمها خذلاناً وانكساراً وشظفاً في العيش حتى غدت بلادنا «متسولة» تسأل الكويت الدينار وتسأل السعودية الريال وتبيع كرامتها في أبواب واشنطن من أجل الدولار!! لم يمت علي كرتي قائد الدفاع الشعبي ولم تنطفيء نيران حاج ماجد سوار في رماد وزارة الشباب ولم يتبدل عبد المنعم السني لفتى ناعم ولا يزال صلاح همشكوريب في الميدان وصلاح لم يستبدل الكاكي بالبدل الأنيقة وشريف الفاضل قريب من الخرطوم وأزهري خلف الله أقرب من حدقة العيون وعبد الله محمد علي سيخلع رداء ال(D.R) ويعود للكاكي إذا كان النزال حتمياً والمعركة فرض عين والطريق لاتجاه واحد ولا تظن قوى المعارضة أن نظام البشير «محروس» فقط بما تراه عيون المعارضة من شرطة وقوات أمن! بل هذا النظام تحرسه كتائب وألوية ستخرج من باطن الأرض في ساعة الوغى والشدائد والمحن ولكن متى تتعلم المعارضة من دروس الأمس المجانية وتدرك قوة خصمها الثقافية والفكرية والمادية! ü وهل المعارضة التي تنقل أسرارها لدكتور نافع في هجعة الليل مؤهلة لقيادة هذا الوطن وبعد أن قال الشعب كلمته وخسرت المعارضة صناديق الاقتراع واختار بعضها الانسحاب والتولي يوم الزحف وتبحث الآن لشرعية من حناجر طالبات «الفيس بوك».. وخُيّل للمعارضة أن ميدان أبو جنزير ملاذ يُعيدها للسلطة وعهد قديم انصرف عن هذا الوطن!