عرفت البشرية الصورة قبل أن تعرف الكلمة المكتوبة والكلمة المطبوعة والحضارة السودانية القديمة خير شاهد على ذلك فى البركل والكرو ونورى وكرمة وغيرها من المناطق التى أبانت فيها الصور والرسوم أسرار هذه الحضارة. الصحف أستخدمت الصورة منذ بداياتها الأولى وبعد أن عرف العالم التصوير الضوئي وكانت ولاتزال الصحف تحاول أن تحدث تقنياتها وفنياتها فى سبيل الحصول على صورة صحفية توضح كل تفاصيل المادة المصورة . وفى المقابل تنشط الجماعات المهتمة بأخلاقيات العمل الصحفى فى ألا تستغل الصورة الصحفية فى عمليات غير أخلاقية بالفبركة والمعالجات الفنية المعروفة التى تجانب الأخلاق والحقيقة . عند حقبة الثمانينيات الماضية استغل رجل أعمال مصري صورة انتظرها مع الرئيس المصري السابق حسنى مبارك فى مناسبة إجتماعية لتكون محور حملته الإعلانية الضخمة والتى تعمل فى مجال توظيف الأموال والصورة هنا لصاحب الشركة ومع رئيس الجمهورية تكون باعثة للثقة وصدق الإعلان والشركة لدى المتلقين ونجحت الحملة الإعلانية الصحفية وتقاطرت الجموع لتودع أموالهاالمهم نجحت الصورة فى بعث الثقة ولكن لم تنجح الشركة. خصنى أحد الأشخاص المعروفين بألبومCD زواجه وكان 90% من الصور الثابتة والمتحركة فيه لنشاطاته مع رؤساء ومسؤولين وكثير ممن يقدمون أنفسهم للمسؤولين أو الوظائف يستعينون بالصور لبيان المكانة الإجتماعية والمعارف من النجوم. قبل خمس سنوات أصدر المجلس القومي للصحافة والمطبوعات تعميماً للصحف بألا تنشر صورة السيد رئيس الجمهورية ونائبيه فى الإعلانات إذ لاحظ المجلس حينها أن أحد رجال الاعمال الذين كرمتهم الحكومة ظل ولأسابيع طويلة ينشر صورة التكريم له مع السيد رئيس الجمهورية فى إعلانات تهنئة وبعضها إعلانات دعائية وتعريفية وتجارية وكان فى البال صورة رجل الأعمال المصري الأنفة الذكر . ورغم أن هذا التعميم لايزال سارياً إلا أن الملاحظ أن صورة السيد الرئيس لاتزال تستغل فى الكثير من الإعلانات الصحفية الاجتماعية والدعائية وكذلك صورة السيد نائب الرئيس . بعض الصحف فى بلادنا لاتحسن استخدام الصورة الصحفية وتخطئ حتى فى وضع الصورة لشخص مكان شخص آخر أو تنشر صورة خالية من العمق والتفاصيل التى تتميز بها الصورة الصحفية خاصة ومعظم الصحف باتت تعتمد على الصورة المحملة على شبكة الإنترنت وهى لم تجهز أصلاً من الناحية الفنية لاستخدامات النشر الصحفي والتى يجب أن تخضع كصورة منقولة لمعايير تقنية النقل التناظرى أو القياسى أو التماثلي أو الرقمي. ولكن الصحف تنقل ماتشاء ولاتبالى حتى وإن خالفت حقوق الملكية الفكرية. فى لقاء لمجموعة من الصحفيين مع الدكتور عبدالرحمن الخضر والى ولاية الخرطوم داعبناه بان صورته فى الصحف اليومية أكثر من صورة السيد رئيس الجمهورية فرد على الفور «صورتى المع الحفر» إذ كانت ملاحظته أن الصحف درجت على نشر صورته عند ايرادها للنقائص حتى ولوكانت حفرة فى أبي دليق أو سور مدرسة فى أم تكالي ويبدو أن هذا النشر لصورة الوالي يسير على الأثر « لو أن حفرة حفرت أو سوراً تهدم فى الشاهيناب لكان الوالى هو المسؤول» ولكن أين الوزير وأين المعتمد وأين المدير التنفيذي وأين رئيس الوحدة الادارية الصحافة لاتعرفهم وإن عرفتهم فليس فى إرشيفها صورتهم وصورة الخضر الأسهل . فى معظم الصحف العربية تحرر اكثر من صفحة للشئون المحلية ويكون محررو هذه الصفحات الأعرف بدقائق هذه الشئون والمسإولين عنها وهى من الصفحات الأكثر قراءة لالتصاقها بالحياة اليومية والمعيشية للمواطنين .