في الوقت الراهن الضحكسلعة عزيزة صعبة المنال، في الشوارع والأسواق والوزارات والمؤسسات الخاصة تشاهد الناسمكشرين لا تعرف الضحكة أو الابتسامة طريقها إلى ملامحهم ،أما في أقسام شرطة المرور،وشرطة امن المجتمع فمعظم كوادر هذه الأقسام لم يسمعوا في حياتهم ( تبسمك في وجه أخيك صدقه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، سألت احدهم من قبل عن سبب تكشيرته المستدامه،فقال وهو يخرج الكلمات من حلقه بصعوبة ( ضحك شنو يا معلم هو في حاجة بتخلي الزول يضحك في الزمن ده )،عموما من أطرف ما سمعت أن احد المواطنين سبق وان تم تغريمه بسبب ضحكة لئيمةأثناء حديثة مع احد اصدقائة وهما في حافلة في طريقها إلى العاصمة القومية، ومن سوء حظ الرجل الضاحك توقفت الحافلة في نقطة تفتيش روتينية وإثناء ذلك انفجرصاحبنا ضاحكا ما أدى إلى استفزاز ولفت نظر الكتيبة الأمنية العاملة في النقطة فتم استدعاء الرجل وسؤاله عن سبب ضحكة وابلغهم أن صاحبه أطلق نكتة ولم يتمكن من حبس القهقهة ، للأسف تأخرت الحافلة بسبب تلك الضحكة ، وكانت بها أطفال ونساء وركاب مسنين من الجنسين ، وأخيرا تم الإفراج عنها بعد عمل محضر للرجل الضاحك وتغريمه نعم تغريمه، لكن الشيء المضحك تحت أي بند من الجبايات تم إدخال ذلك المبلغ المضحك،أحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه إنني لست من فئة الضاحكين وهذه نقطة ضعفي اقصد التجهم المستمر ولا اعتقد إن أي جعيص ابن جعيص يمكنه أن يغرمني بسبب الضحك لأن الضحكة أصلا لا تعرف طريقها إلى ملامحي المكشرة والعياذ بالله ،لكن في الوقت الراهن أفكر في عقد حلف ومصالحة طويلة الأمد مع الضحك ، خصوصا أن مجموعة من العلماء الأمريكان اكتشفوا أن الضحك يقوي من مناعة الجسم ، ولأن الأمراض التقليدية والسارية أصحبت على قفا من يشيل فان صاحبكم سيكون من الآن فصاعدا من مدمني الضحك بدون سبب ، متناسيا المقولة الساذجة ( الضحك بدون سبب قلة أدب )، اسمعوني هناك دراسة علمية أكدت أن الأطباء في المستقبل سوف يستخدمون أشرطة الفيديو الفكاهية أثناء إجراء العمليات الجراحية ، السؤال هل يمكن أن نرى في المستقبل القريب قيام الأطباء بكتابة وصفات طبية للضحك متضمنة نكات وتحابيش ضاحكة، عموما إذا ساد هذا النوع من العلاج في كافة إرجاء العالم فسيكون السودان آخر دولة تصلها هذه التقنية ، ليه كده بس ؟ ، صبركم ( شوية ) لا تفهموني غلط ، أولا الأطباء في السودان من أكثر خلق الله تجهما ، ووجوههم تقطع الخميرة من ديار المسلمين ،والدكتور لدينامثل تمثال أبو الهول لا يبتسم ولا يهشفي وجوه المرضى والمراجعين، ويعتبر نفسه ( حالة خاصة ) ، الله يخرب بيوتكم أقصد عياداتكم ، لذا فمن الصعوبة بمكان أن يتم إدخال وصفات الضحك ضمن برامج العلاج في السودان،أقول .. طالما أن أطباء وحكام السودان مكشرين فشيمة أهل البلد كلها البكاء . وغنوا معاي يا طبيب يا مكشر .. كلما أطراك أبقى زول متحسّر عذابي يطول .