ظل الشارع العام يترقب تارة خائفاً وأخرى مروجاً للشائعات فيما يخص الكلاب أو الذئاب، واعتقد الآن وبعد الحوادث الأخيرة واعتداء بعضها على الأطفال والكبار ودخولها للمنازل أكدت هذه الحيوانات قربها من الناس وفي مناطق مختلفة في ولاية الخرطوم، وليس لديها مكان تجمع أو منطقة معروفة تنطلق منها، المهم هي موزعة في أجزاء العاصمة وكأنها عقد انفرط فتشتت حباته لتصل لمناطق لم نكن نسمع بها لولا وجود هذه الكلاب المفترسة والمتوحشة، التي لم نرها إلا من خلال الأفلام الأجنبية أو أفلام الخيال الوهمي أو الرعب، وحتى الحملة التي قامت بها الشرطة لإبادة الكلاب الضالة فقد قتلت كلابنا التي نعرفها ولم تقتل الكلاب المهجنة التي أصابت المواطنين بالرعب، فكلابنا في (صمة خشمها) جاها الموت ومن غير ميعاد لا عرفت (تلقاها من الكلاب المتوحشة أم من الشرطة أم من المواطنين أنفسهم، ولا أعرف حتى الآن هل أنا مع حملة إبادة الكلاب أم ضدها، لكن نريد لهذه الحملة أن تطال الحيوان المقصود لا أن تضرب (ضل الفيل)، فلا نستبعد أن تتناسل هذه الحيوانات ويزيد عددها وتدخلنا في مشاكل أكبر، فهي بعد أن كانت تأكل الماعز والضأن أصبحت تأكل الإنسان مما زاد درجة الرعب لدى الناس، فأصبحت حركتهم بحساب..نعم في نومهم وفي صحوهم، فهذا الشئ ليس له حدود ولا هدف غير نهش الكائنات الحية إنساناً كان أم حيواناً، والأدهى والأمر من ذلك أن أطفالنا أصبحوا يهتمون بأخبار الصحف وصورها أكثر من اهتمامهم بدراستهم، وشرطة الحياة البرية مطالبة الآن بتفسيرات واضحة لهذه الحيوانات ومعرفة الطريقة التي دخلت بها السودان، والطرق التي انتشرت بها وسط الناس فملأتهم رعباً.