أربعة عشر عاماً مرت يا مصطفى سيد احمد وما زلت حضوراً ساطعاً رغم الغياب.. مازلت حضوراً في ملتقيات فرحنا وفي ثنايا دفقات حزننا.. في لهفة انتظارنا للغد الذي لا يجيء وفي آمالنا التي أرهقها الإنتظار.. وأنت .. ماتراك تفعل هناك.. هل مازالت روحك المحبة مثقلة بأوجاع الوطن .. وهل ما زلت تكابد ليتنفس أحبابك عطر الكلمات .. الكلمات التي أحلت مرار مذاقها شذى وعبيرا.. وما تراك تفعل مع جيشان النغم الذي لم يكن يطيق انتظاراً .. فيخرج .. بغتة يخرج وأنت في خضم وجعك الممض ، يخرج متوشحاً عذوبة روحك وملوناً برؤى كنت تتمناها للعالم الذي أحببته وأحبك.. بالأمس توهجت نجمة كانت بعيدة في الغياب.. كان توهجهاً مشعاً وملائكياً .. تناثر السنى .. وتجمعت نجمات كن متناثرات في سماء ظللتها الغيوم.. وتجمعت نجوم.. وأقمار.. وشموس.. تجمعت أكوان سماوية .. كانوا جميعاً في جلسة استماع.. وكان صوتك يأتيهم صافياً ومليئاً بالشجن.. ولم يكن حزيناً صوتك .. ولكنه شحن الإشتياق.. كان صوتك يفرد شراعاته فوق سماء الوطن..فأنت تعلم يا مصطفى أن صوتك هو الصوت الذي عبر بنا هزائمنا الكبيرة الى إنتصاراتنا المحتملة.. ومازلنا في انتظار كل ما بشرنا به صوتك الرائع.. وبشرتنا به روحك الوثابة التي لم تعرف الهزيمة ولا الإنكسار.. ونطمئنك بأن ما بذلت له العصب والروح والوجدان مازالت شعلته متقدة.. وأن الوطن الذي كنت تحلم به هو قاب قوسين أو ..... أبعد قليلا.. ولا يسعني سوى ان اردد مع محمد الفيتوري بعضا من مقاطعه ... و يحي...و أنا أتلعثم نحوك يا مولاي أجسد أحزاني.... أتجرد فيك هل انت أنا؟ يدك الممدودة أم يدي المدودة؟ صوتك أم صوتي؟ تبكيني أم ابكيك؟ في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق.. حدقت بلا وجه و رقصت بلا ساق .. و زحمت براياتي .. و طبولي الآفاق عشقي يفنى عشقي .. و فنائي استغراق .. مملوكك.... لكني سلطان العشاق تكتبها بالنيابة : نجاة محمد عثمان