محلات لعب الأطفال تزدحم هذه الأيام بلعبة صغيرة يتهافت عليها الأطفال وهواة أدوات الزينة!!. اللعبة التي أمرني(محمد) بشرائها ثلاثة مرات من محلات مختلفة عبارة عن حبيبات بلاستيكية صغيرة تشبه تلك الحبيبات التي رأيناها في مصنع الحبيبات البلاستيكية بمصفاة الجيلي والتي تدخل في كثير من الصناعات. هذه الحبيبات توضع في إناء شفاف مغلق به قدر معقول من الماء وبعد مرور ساعات تنتفخ وتكبر هذه الحبيبات وتقترب في حجمها من حجم ليمونة صغيرة بعض الذين سألناهم قالوا يوجد تفاعل كيميائي مع الماء + منع الأكسدة سألناهم هل يوجد ضرر، قالوا لا. بعض الصغار قالوا إن إدارات بعض المدارس قامت بمنعها خوفاً من حدوث شيء - نحن لا نسبق الأحداث ولكننا نقول كل البضائع الموجودة في الأسواق «مفحوصة» طبياً وهل نستطيع القول إن هناك قدراً من الطمأنينة نستطيع أن نقول إنه يدخل دواخلنا ويجعلنا نطمئن لكل الأشياء التي نتعامل معها من حولنا السؤال بريء كبراءة الأطفال والكبار الذين يتعاملون مع كثير من أدوات التكنولوجيا المستوردة. هذه الأيام قامت شركة التايوتا بارجاع كثير من السيارات بسبب وجود خلل فني والخلل ربما يكون قليلاً او غير محسوس مقارنة بمستوى «الجودة» للمركبات والسيارات عندنا. ترى كيف يكون الحال لو طبقنا هذه المعايير على السيارات التي تلف في شوارع الخرطوم .. ببساطة شديدة سنجد الخرطوم خالية من السيارات ونعود بالمزيكا لعهد الدواب و«حمارتي وحمارتك». نحن في حاجة لإعمال مبدأ المواصفات والمقاييس في حياتنا اليومية ابتداءً من «أكلو وأشربوا» مروراً ب «ألبسوا» انتهاءً بما نستخدمه من آلات وأدوات. ولن نصل لهذه المرحلة بالقوانين وحدها أو باسناد المهمة للدولة ولكنه يحتاج لاستراتيجية طويلة تبدأ من المدرسة والأسرة ووسائل الاعلام للتبشير لهذا السلوك الحياتي الهام.