تمر هذه الأيام الذكرى ال«91» لميلاد الزعيم الخالد-أبو خالد- جمال عبد الناصر، مفجِّر ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952م في مصر .. وصانع التغييرلا في وطنه الأم مصر، بل في كافة أرجاء العالم العربي والأفريقي وقائد ثورة التحرير في هذه البلاد جميعاً.. وأحد أقطاب حركة عدم الانحياز الكبار الذين قادوا العالم الثالث نحو أبواب العزة والحرية في وقت كانت رحى الحرب الباردة بين القطبين تسحق الشعوب المغلوبة هنا وهناك. لقد كان عبد الناصر في ذاته حدثاً تاريخياً عظيماً أعاد السلطة والسيادة إلى شعبه المصري والعربي.. فكان أول مصري يحكم مصر منذ أكثر من ألف عام وكان أول عربي يقود أمته إلى أبواب المجد منذ صلاح الدين.. وكان صاحب الريادة في بسط لواء الحرية هنا في السودان بتوحيده القوى الوطنية السودانية في القاهرة تحت رعاية رفيق دربه الذي اتخذه شعاراً للتغيير، ابن مصر والسودان، اللواء محمد نجيب.. فكانت اتفاقية القاهرة في 23 فبراير 1953م لتقرير المصير.. ثم كان قرار الجلاء عن السودان في 1955 قبل جلاء القوات البريطانية عن مصر نفسها.. وكان إصراره على أن يغادر الغزاة المستعمرون السودان قبل جلائهم عن ثكناتهم في قصر النيل والإسماعلية والقنال وبورسعيد.. فقد كان الرجل العملاق يرى أن حرية السودان من حرية مصر.. ولا معنى لاستقلال مصر وعزتها وسلامها دون شقيقها التوأم السودان، وإذا كان شعاره أبداً ودائماً قول الشاعر: مصر أمي فداءها حياتي سلمت أُمّنا من العاديات فقد كان شعاره الآخر قول الشاعر: وما مصر والسودان إلا وشيجة وما أهلها إلا مشوق وشيق üك المجد يا عبد الناصر وطبت حياً وميتاً، ومازلت أذكر وأنا في ميعة الصبا وقفته الخالدة مع الإمام الصديق في قبة الإمام المهدي.. فكأنما التاريخ الخالد التقي في تلك اللحظة.. وكأنما الزعيمان الخالدان يعطران سماء وادي النيل وكأنما كان يقول للإمام العظيم في مرقده نم هانئاً أيها البطل الجسور فما يزال وادي النيل ينجب الأبطال والرجال.. وسلام على عبد الناصر في الخالدين.