الخرطوم أحمد موسى بشارة، نهلة مجذوب نظم المجلس القومي لرعاية الطفولة - الأمانة العامة، البرنامج القومي للقضاء على ختان الإناث؛ بالتعاون مع منظمة اليونسيف الاجتماع التنسيقي الثاني لدعم إنفاذ الإستراتيجية القومية للقضاء على ختان الإناث وذلك في الرابع من أغسطس الجاري بقاعة المجلس، بحضور ومشاركة أمناء المجالس الولائية، بجانب الشركاء ومديري الرعاية الاجتماعية، ولأهمية الموضوع تحدثت الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة الأستاذة قمر هباني مؤكدة أن الاجتماع جاء للوقوف على التحديات التي تواجه الحد من ظاهرة ختان الإناث في السودان، وللعمل من أجل إنفاذ الإستراتيجية القومية، ووضع خطوات واضحة تلزم بتنفيذه. وأضافت أن المجلس بصدد وضع خطة لمدة ثلاث سنوات لتكتمل الإستراتيجية إلى خمس سنوات، تماشياً مع الخطة الإستراتيجية للدولة، وأشارت إلى أن 80% من الأمهات المختونات يتعرضن للوفاة في لحظة الولادة، ويبلغ عددهن في العام حوالي 1107، ودعت إلى تكثيف التوعية الإعلامية وبذل الجهود ومضاعفتها من أجل تقليل نسبة الختان في الفترة التي حددتها آنفاً، وقالت إن العمل لا بد أن يتم في محوري التعليم والصحة، ونوهت إلى دور المنظمات المجتمعية ورجال الدين والدولة في تغيير المفاهيم حول ختان الإناث. { معركة تهز المجتمع من جانبه أوضح رئيس جمعية اختصاصيي النساء والولادة أ.د عبد اللطيف عشميق أن مشاكل الختان معركة تهز المجتمع السوداني، وأضاف أن نسبة وفيات الأمهات هي الأعلى في العالم سنوياً، وتصل إلى 89% وهي نسبة مزعجة وتعتبر إحدى الإشكالات التي تواجهنا، ودعا إلى تغيير مفاهيم المجتمع تجاه عادة ممارسة الختان، كما أشار إلى أن توحيد الجهود على المستوى المجتمعي وتوجيه دور الحبوبات لأنهن يعتبرن مؤشراً لتغيير هذه العادة. في السياق تحدث د. عماد مأمون ممثل الشركاء عن تقييم المؤشرات واقترح أن تكون هناك جائزة للولاية النموذج في التخلي عن ختان الإناث، وأضاف أنه لا بد من الالتزام السياسي والحكومي بجانب المجتمع المدني للمساهمة والمشاركة في البرنامج، وقال إن للسودان مبادرة متميزة ممثلة في حملة «سليمة». { آليات للمجتمع أما المهندس الشيخ محمد هاشم حكيم فقدم عرضاً عن آلية التغيير الاجتماعي، وأشار إلى ضرورة تمليك المجتمع آليات تواجه المشكلات حول ختان الإناث، منها الالتزام بالقضية ودفع المجتمعات لتبني المبادرات والعمل على هدم الحملات المضادة، وأبان أن المشكلة الإدارية والسياسية تخلق تجاوباً ضعيفاً وعدداً من المشكلات حول ختان الإناث، ومثل لها بانسياب التمويل والتخطيط وإدارة الأزمات وتداخل الاختصاصات والسلم الإداري وبناء وتجانس الفريق، ودعا إلى التحول في الأفكار والتحول في المشاعر والسلوك، كما هناك مشكلات متواصلة منها عدم وضوح الرسالة وعدم تخصيصها وبذل الجهد لفهم المجتمعات واختبار الرسالة وفجوة الاتصال، ومن المشكلات السياسية التجاوب الضعيف والسلبي، لافتاً إلى أن المشكلات الاجتماعية تختلف عن غيرها للتشعب والتعقيد الذي بها، والمجتمع يملك الحلول بداخلها وأن الميسرين يساعدونها للتعرف على الحلول. وقال محمد هاشم إن العقل يتذكر بالصور فالتركيز على الصورة أن تكون رابطاً هي مسألة مهمة للمجتمعات، ملمحاً بأن مظاهر النجاح في التحول الاجتماعي تنبثق من التفكير والاستشارة والتأجيل والتردد والتخلي والاستمرار والدعوة والمناصرة. وعن آلية التغيير قال إن أجمل عناصره في الحوار والتواصل وتجنيد القيادات، ثم ضرب الأمثلة بالتجارب الناجحة وإحداث الفارق. { إشارة تم خلال الاجتماع عرض تقرير حملة «سليمة» للقضاء على ختان الإناث في السودان، قدمته من اليونسيف د. سميرة الأمين، كما ناقش الاجتماع متابعة وتقييم الآليات الولائية وعكس تجارب بعض الولايات خلال العام الماضي.