من ضمن المتنافسين على زعامة حزب العمال البريطاني شقيقان هما ديفيد وإد ميليباند، وأن يتنافس شقيقان على رئاسة حزب أمر نادر. وربما هو أمر شاذ، فالقاعدة خاصة في الشرق، هي أن يكون للأسرة ممثل واحد هو الأكبر سناً وأحياناً يكون الأغنى أو الأكثر علماً أو الأقوى شخصية أو الأعلى وظيفة. ولقد يكون لهم في الغرب رأي آخر وحتى مع وجود هذا الرأي الآخر المختلف عن نظيره الشرقي، فإن تنافس شقيقين على زعامة حزب أو دولة أو شركة مسألة نادرة. وفي الأخبار أن فرص إد ميليباند في الفوز بزعامة حزب العمل المعارض أوسع من فرص شقيقه ديفيد ميليباند. وتقول جريدة (ذي ديلي تيليغراف) إنه إذا ما صح ذلك فإنها تكون نهاية مأساوية للصراع الذي استمر خمسة شهور بين الشقيقين على زعامة حزب العمال وهي ضربة مدمرة على المستويين الشخصي والسياسي وجهها إد ميليباند لشقيقه الأكبر ديفيد الأكثر جنوحاً لليمين الذي كان حتى وقت قريب يعتبر الأوفر فرصاً في الفوز بزعامة الحزب الذي حكم بريطانيا ثلاثة عشر عاماً انتهت مايو الماضي بسقوطه في الانتخابات العامة. وتقول الجريدة (إن إشاعة سرت بأن ديفيد الشقيق الأكبر سوف يستقيل من مجلس العموم في حالة خسارته لزعامة الحزب لكنه نفاها قائلاً: «إنني لم أترشح في الانتخابات الماضية في دائرة شيلدز الجنوبية مايو الماضي لأنسحب في سبتمبر»، وقال إنه مستعد لأن يعمل تحت قيادة شقيقة الأصغر، والعائلة أهم من السياسة. والشقيقان من مواليد ستينيات القرن الماضي، وتخرجا في جامعة أوكسفورد وقد تولى الأكبر ديفيد وزارة الخارجية في حكومة جوردون براون التي تولت الحكم في الفترة من عام 2007م إلى مايو 2010م وكان عمره 41 سنة وزار الخرطوم قبل عامين. أما الشقيق الأصغر إد ميليباند فقد ولد في ديسمبر 1969م. وهو عضو في مجلس العموم البريطاني منذ عام 2005م أيام رئاسة توني بلير لمجلس الوزراء وفي عهد براون تقلّد بعض المناصب الوزارية فقد كان وزيراً للدولة بوزارة الطاقة. وكان والدهما هو وشقيقه ديفيد ماركسياً. شقيقان شابان متميزان متفوقان أثار تنافسهما على زعامة حزب واحد انتباه الناس، واستغرابهم، وربما إعجابهم أيضاً، ودخلا التاريخ السياسي البريطاني وتاريخ حزب العمال وسوف يدخله أكثر وأكثر ويتوغل فيه أحدهما وهو الذي سوف يفوز بزعامة الحزب التي لابد منها للوصول إلى رئاسة مجلس الوزراء في بريطانيا.