نال درجة الماجستير من جامعة جوبا عام 2004م في «زراعة الأسماك» رغم أنه كردفاني من قبيلة الحمر، نشأ وترعرع بمدينة النهود، وكامل مساحة ولايته لا يجري فيها أي نهر دائم. إنه المهندس الزراعي مأمون مكاوي كبيدة المهموم بعلوم الأسماك والذي قال ل (الأهرام اليوم) إن اهتمامه بهذا العلم يأتي باعتبار أن الأسماك مورد طبيعي متجدد والسودان يجري فيه أطول أنهار العالم بمعية روافده الكثيرة، وأشار الى أن العديد من دول العالم تعتمد في اقتصادها على الأسماك مثل يوغندا، زامبيا، هولندا، أسبانيا، ولكن زراعة الأسماك في السودان لم تجد الدعم الكافي من الدولة ، وأضاف أنه أعد دراسة استثمارية تتمثل في تأهيل الكوادر بالداخل والخارج وترقية الصيادين التقليديين وإقامة مصانع لتعليب الأسماك، وأخرى لمعدات الصيد والمراكب الصغيرة المطابقة للمواصفات العالمية. ومضى إلى أنه ليس مختصاً فى التغذية ولكن العديد من الدراسات أثبتت أن اللحوم البيضاء أفضل من الحمراء. وشن هجوماً عنيفاً على ممارسي الصيد الجائر الذي يمارسه البعض من أجل الكسب السريع دون أدنى إحساس بالوطنية، وأردف «لأن الأمر كله يجري في النيل فإن أهل السودان لا يهتمون لخطورته لأنهم يأكلون اللحوم الحمراء والسمك بالنسبة لهم مجرد وجبة موسمية»، وأشار الى أن الدولة أصدرت القرار (375) الذي قضى بمكافحة الصيد الجائر المتمثل في مصادرة شباك الصيادين ذات (العين الضيقة) للمحافظة على الأسماك صغيرة السن حتى تنمو ومنها سمكة (العجل) التي إذا وجدت الرعاية يصل وزنها حتى 200 كيلو جرام، وكذلك الحد من صيد (الصير) الذي يملأ (فترينات) مطاعم الأسماك ويقبل عليه الناس في جهل شديد منهم وما دروا أنه غذاء الأسماك الأكبر حجماً حسب المتوالية الإلهية، وحذر من صيده لأنه حال وقوعه في الشباك يجذب آكليه من الأسماك الأخرى مثل العجل ، البياض، الكبروس وغيرها وهي في طور النمو لتدخل (فلوكة) الصياد ويختل التوازن البيئي داخل النيل. وعن الفرق بين أسماك النيل والبحر الأحمر أوضح أن كل منها لا يعيش في بيئة الآخر وتمتاز أسماك البحر بارتفاع عنصر (اليود) بها بجانب العناصر المعدنية وتعتبر الدرع الواقي من الإصابة بالغدة الدرقية، وأردف غياب (ثقافة السمك) في دورة الغذاء السوداني يعود لوجود السماسرة بالأسواق الكبيرة والضرائب ورسوم العبور عبر البوابات العديدة مما يجعل الكيلو الذي يكلف لحظة خروجه من الماء (50 قرشاً) يصل إلى عشرة جنيهات قبل أن يطبخ . وقال المهندس مأمون إنه شرع في الإعداد لنيل الدكتوراة في ذات التخصص ومن خلال عمله بواحدة من أكبر شركات الأسماك بخزان جبل الأولياء وجد الكثير من السوانح لتطبيق دراساته وبمعية زملائه بمنظمة الإيقاد لتعمير الحفائر والخزانات بشمال وجنوب كردفان استزرعوا 17 ألف سمكة بلطي لسرعة تكاثره ومثلها بتردة الرهد وسيتوالى الاستزراع بمناطق أخرى حتى الحفائر الكبرى بولايات دارفور.