اقتناء الهواتف الجوالة أصبح ضرورة من مستلزمات الحياة العصرية، والرنات التي تُنبّه بورود مكالمات المحمول أصبحت مشكلة ومصدر إزعاج، وفي بعض الحالات مُفزعة خاصة عندما تكون (غافلاً) أو مندمجاً في أمر ما! وعلى الرغم من أنها ذوق عام لأصحابها أو قد تكون مظهراً من مظاهر التواصل مع الموسيقي، إلا أنها غالباً ما تشكِّل إزعاجاً للآخرين في الأماكن العامة. «الأهرام اليوم» استطلعت آراء الناس حولها فماذا قالوا؟ أبان عبدالباقي الطيب أن الرنّات ذوق عام بما يحمل من موسيقى طرب أو مديح يقوم الناس بإدخالها في جولاتهم ابتداءً من الموسيقى الهادئة إلى الصاخبة، إضافة إلى الأغاني الجميلة والهابطة. واعتبر ألا حرج فيها إلا إذا كانت مُشغلة بصوت عالٍ وفي أماكن عامة. وتقول الخالة عفاف إنه لا غنى عن استخدام رنات الأغاني والموسيقى والمديح، لكن بشرط ألا تكون أصواتها عالية. مضيفة كما أن استخدامها في الأماكن العامة كالمساجد والمستشفيات وبيوت البكا خاصة أغاني الفنانات. وأوضحت أنها تستحي عندما تسمع رنات الأغاني الهابطة فيها. الطالب ماجد الطيب - جامعي قال إنه ورغم اختلاف الأذواق في اختيار النغمات، إلا أنها في المحاضرات العامة والاجتماعات تصيب الآخرين بالذُّعر والحرج أحياناً، خاصة عندما تكون النغمة غير لائقة. صاحب محل موبايلات بأم درمان قال: إن الناس يأتون إليه من مختلف الفئات العمرية كلٌ يريد إدخال نغمات على حسب مزاجه. فمنهم من يطلب الأغاني والموسيقى، وبعضهم المديح والأدعية و(آيات القرآن الكريم). وأوضح أن لشخصية الفرد وميوله واهتماماته ومواقفه في الحياة تأثير مباشر في اختيار الرنات. فمنهم يريد الموسيقى أو الأغاني الرومانسية والغربية، وآخرون النكات. وأضاف أنها مرتبطة بطبيعته وأن النظرة العامة للشخص الذي يشغِّل النغمة بصوت عالٍ ويزعج الآخرين هي نظرة لائمة عكس الذين يستخدمون نغمات الجهاز ذاتها. وأبان أن هؤلاء دائماً ما يكونون أعقل من غيرهم حسب النظرة العامة. وأن الشباب من الجنسين دائماً يميلون للأغاني وجديدها. من جانبه أوضح الأستاذ محمد محمود إختصاصي نفسي أن النظرة لمستخدمي النغمات المزعجة على أنهم عادة هاوون أو مراهقون أو لا مبالون.. وأنه يجب على الإنسان أن يكون لديه شيء من الحياء وألا يعتدى على حريات الآخرين إذا اعتبر ذلك حرية شخصية. وأضاف أن بين هذا وذاك يجب أن تكون هنالك وسطية مقياساً للفرد في اختيار نغمة جواله دون أن يؤذي مشاعر الآخرين.. خاصة في المواصلات ودور العبادة. وفي ذات المنحنى أفتى علماء الأزهر بتحريم استخدام القرآن الكريم كنغمات في الموبايل لما فيه من إساءة للقرآن بما لا يتفق وجلالته وقدسيته لأنها قد تقطع التلاوة وقد تُتلي في مواطن لا تليق بها. فيما يرى الناس أنها أفضل من الأغاني والموسيقى من باب رغبتهم في الخير وحب الله.