نجد أن معظم حاملي الموبايلات يضعون رنات للتنبيه فهي مختلفة بينهم، كل على حسب رغبته، ولكنه يلاحظ الكثيرون في مجتمعنا أن الرنات التي تستخدمها البنات غالباً ما تكون نغمات لأغاني الفنانات والمطربات التي دائماً ما تعبر عن معاني الحب والحنين والشوق والشجن، ونادراً ما تجد من فتيات اليوم من يضعن نغمات لأغاني مزعجة أو صاخبة أو هابطة، ويرجع ذلك لطبيعة الأنثى وكونها كائناً رقيقاً وحنوناً ومسالماً، كما تبدو روحها دائماً مفعمة بالحب وتركض نحو معانيه العميقة فتؤثر فيها وتبدو أكثر رومانسية من الرجل في الكثير من الأمور، وفي جانب مواز يؤكد كثيرون أن الأولاد دائماً ما يفضلون أن تكون نغمات موبايلاتهم لأغاني شبابية صاخبة ويقال أن شباب (اليومين دي) تحديداً أصبحوا يحبذون أغاني يسمونها (الهجيج والطرب والكتمات) وهي لمغنيين ومغنيات اتسموا بترديد غير المرغوب والخادش والهابط. وعلى حسب ما هو واقع اليوم تساءلنا عن سبب هذا الميل لدى الفتيات والشباب في اختيار النغمات والأغاني خاصة،، وهل هي تعبر عن إحساسهم ومواقفهم وواقعهم الحالي؟! فماذا قال لنا البعض.. ترى (نون احمد) موظفة، أن الفتاة أو المرأة عموماً أكثر تمسكاً وتشبثاً بالمشاعر والوفاء في ظل اتجاه العديد من الشباب إلى التخلي عن الكثير من القيم والتفكير في مناحي أخرى وذلك بسبب ضغوط الحياة، وتبين أن ذلك قد يظهر جلياً في سلوك الاثنين، فالبنات تسكنهن الرومانسية، لذا يفضلن لنغماتهن أغاني لأجمل وأحدث وأروع الأغنيات العربية والغربية. من جهة قالت «منى مجذوب» طالبة إن البنات يخترن دائماً الأغاني العربية الرومانسية ويحسسن أنها قريبة منهن في لحظات، خاصة العاطفية منها وذات الشجون، لذا تكون نغماتهن المفضلة. في ذات المنحى توضح «مي» أن الآباء الآن يتضايقون عند سماعهم لتلك النغمات الرومانسية، خاصة تلك التي تخصص للمتصلين وتعتبر أن الأغاني الأجنبية والعربية العاطفية تفضلها البنات كرنات لأن البنت بطبعها تحب الكلام الجميل والعذب الرقيق على عكس الأولاد الذين يحبون أغاني (بوب مارلي) أو (مايكل جاكسون) الراقصة أو الشبابية الصاخبة كنغمات على هواتفهم النقالة، وأضافت: (لا أعتقد أن شاباً سيضع نغمة لفنانات مثل شيرين أو روبي أو نانسي فهي لا تناسب تركيبتهم ولا تقبل في المجتمع)، وزادت: عندما نسمعها نحس بالاستغراب خاصة أغاني المطربة (أليسا) التي تحمل تعابير تنسجم مع أحاسيس البنات، ومع ذلك نعتقد أن هذا لا يعني أن الأولاد غير رومانسيين، وأبانت بأن هنالك بعض الأغاني الرومانسية التي تناسب الأولاد ويمكن أن تكون رنات جميلة. من جانبها قالت «نجلاء» مهندسة إنه لابد أن يميز بين النغمات والأغنيات، وتبين أن النغمات هي التي تصلح رنات للموبايل عكس الأغاني التي هي للاستماع الشخصي دون إلزام الآخرين بها، وأوضحت أنها تفضل أن تكون رنة موبايلها نغمة موسيقية فقط، وترى أن معظم البنات يفتقدن للذوق في اختيار النغمات ويهتممن بوضع النغمات الرومانسية عميقة المعاني وهي محرجة عندما تسمع في المواصلات أو مكاتب العمل أو بيوت الأحزان، فتكون مزعجة للناس، وقالت: (أنا شخصياً لا أفضلها وأتضايق عند سماعها وربما تعجبني أحياناً النغمات الرومانسية الهادئة على الموبايل)، وتوضح أن عبارات الحب والشوق عندما تباح على أصوات الموبايلات تكون مخجلة أيضاً فهي لا تصلح على الإطلاق رنات. وتبين «ثويبة أحمد» خريجة جامعية، أن البنت دائماً ما تهتم بوضع النغمات، فتخصص نغمة أغنية لأمها ولوالدها ولصديقتها العزيزة والقريبة منها ولخطيبها أو حبيبها، كما تضع نغمة مميزة ورشيقة للرسائل عكس الأولاد الذين يلجأون لنغمة واحدة فقط وعادية جداً للرسائل. وتشير «تونا ادريس» إلى أن البنت صادقة في أحاسيسها لذا تختار النغمة على حسب إحساسها بالحياة التى تعيشها، وأبانت أنها تفضل نغمة الموسيقى الكلاسيكية. وتؤكد «ن. م» طالبة جامعية أنها تضع النغمة أو الأغنية للتنبيه بالمتصل على حسب حالتها النفسية والاجتماعية فعندما تحفها أجواء السعادة تضع أغنية مفعمة بالمعاني الجميلة والأحاسيس المرهفة على عكس الأيام التي تكون فيها في حالات من الاستياء والحزن فتختار حينها نغمات الشجن واللوم والعتاب، بعدما أصبح الموبايل هو الأنسب لمعظم الناس وأضحى رسول الاتصال بينهم، وتوضح أنها سرعان ما تنتفي الأزمة وتزول منها فتتحول للأغاني العادية وغير الملفتة للانتباه وتكون مليئة بالحيوية. ولكن الخالة «سلوى»، لا تعجبها نغمات البنات والأولاد على الهواتف وقالت إنها غير مفهومة وكلها حب في حب، ودعت لأن يضعون أغاني هادفة ومدائح نبوية وأناشيد دينية وأشارت إلى دور ربات الأسرة في التعرف على نغمات أبنائهم وبناتهم وضرورة التوعية باختيار الأفضل والجميل. ويرى الخال «معاوية بابكر» مهندس بترول، أن البنات والأولاد معاً أصبحوا يختارون أغاني غير مناسبة ووصفها بأنها صاخبة وعالية ويطغى عليها طابع الرومانسية في كل الأوقات، واعتبر أن هؤلاء غير متفقين، فلابد من اختيار نغمة عامة هادئة وخاصة تشغل بصوت هادئ إذا رغب فيها خاصة الرومانسية، وقال إن البنات تحديداً يركزن على اختيار نغمات أغاني المطربة «أليسا» وغيرها ممن يتغنين بالحب والمشاعر المتدفقة، وزاد في حديثه لابد من الحياء فلا يعقل أن نسمع أغنية غرامية وصوتها عال لأنها تضايق البعض وإن استهوت آخرين. وبحسب قول صاحب إحدى المحلات المخصصة لإنزال النغمات ب«الشهداء» فإن البنات الآن هن الأكثر طلباً لإنزال نغمات الأغاني المليئة بالعاطفة والرومانسية، وعزا ذلك لأنهن مازلن يحتفظن بقيم الحب والأمل في الحياة، عكس الأولاد الذين وصفهم بأنهم صاروا عديمي الذوق والميول للأغاني العاطفية والرصينة، وأكد أن جُل رغباتهم في الاستماع لأغاني الحفلات والصخب والهابط أكثر، وقال: ربما يكون هذا بسبب دوافع اقتصادية وظواهر اجتماعية أثرت في تصرفاتهم وسلوكهم في اختيارهم لنغمات موبايلاتهم.