{ انضمام الدكتور مهندس «الحاج آدم يوسف» لحزب (المؤتمر الوطني) مكسبٌ سياسيٌ كبير، للحزب، وللبلاد كلها، لأنَّ (الوطني) هو الحزب الحاكم الذي بيده مقاليد الأمور، ولذا فإنَّ محاولة الإصلاح تكون أوقع وأسرع عبر كيان (حاكم)، بينما تكون أضعف وأبطأ عبر أحزاب (المعارضة)، ليس في السودان وحده، ولكن في كل البلدان. الميزة الأهم في عودة «الحاج آدم» للمؤتمر الوطني أنَّه أحد قيادات إقليم (دارفور) السياسيَّة، ويتمتَّع بشعبيَّة كاسحة جعلته المنافس الأقوى و(الوحيد) لمرشَّح المؤتمر الوطني لمنصب والي جنوب دارفور في الانتخابات الأخيرة، الدكتور «عبد الحميد موسى كاشا». «الحاج آدم» أشاد قبل شهور، في ثنايا حوار نشرته «الأهرام اليوم» عقب الانتخابات، بمنافسه «كاشا» وأثنى عليه كثيراً. كاشا يستحق الثناء، فهو فارس من فرسان دارفور الأشاوس.. وطني غيور.. وسياسي شجاع. مبروك للسودان.. وللمؤتمر الوطني.. ولأهل جنوب دارفور عودة «الحاج».. وأرجو أن يتسلَّم موقعه (الطبيعي) عاجلاً.. كبيراً لمفاوضي الحكومة في «الدوحة».. فهو ابن دارفور ولن يزايد عليه أحد، لا عبد الواحد.. ولا خليل.. ولا التيجاني السيسي.. ولا مناوي.. فهو خبيرٌ وعالمٌ بهذا الملف.. وأرجو ألاَّ يلحق بالشيخ «بدر الدين طه».. ثم لا تنفع الأجاويد..!! { كانت تسير أمامي قبل أيام سيارة «برادو» موديل 2010، وهذا يعني - وليس بالضرورة - أن صاحبها على درجة عالية من (الحداثة) و(التطوُّر)، فالحرص على اقتناء (آخر موديل)، ربما يشير إلى رغبة أكيدة في دواخل (الشاري) لمواكبة خُطى العصر المتسارعة، غير أنني أُصبت بإحباط، بل شعرت بغثيان عندما رأيتُ (صاحب) «البرادو»، ولا يبدو عليه أنه سائق بأجر، يقذف ببقايا «سندوتش» وقارورة مياه غازيَّة فارغة على الإسفلت.. ثم ينطلق مسرعاً.. متمتِّعاً بنظافة سيارته.. غير مبالٍ ب (وساخة) الشارع العام..!! { لو فعلها هذا «الثري» (المتخلِّف حضارياً)، في أحد شوارع «لندن» - مثلاً - لطاردته «الشرطة»، ثم أجبرته على دفع الغرامة «بالاسترليني» بعد جمع تلك النفايات..! { عزيزي المواطن.. سواء أكنت (راجلاً).. أم (راكباً).. احرص على وضع النفايات.. المناديل.. الأكياس.. الأوراق.. علب السجائر.. قوارير المياه الفارغة.. وغيرها في مكانها المخصَّص.. داخل المكاتب والمستشفيات.. والطرقات.. { عزيزي المواطن.. لا تلق بمنديل ورق إلى الشارع العام.. فالنظافة من الإيمان.. وهي سلوك حضاري يميِّز الإنسان عن الحيوان.. والمدن الأوربيَّة أكثر نظافة من مدن بلاد المسلمين.. ليس لأنَّ البلديات هناك تعمل فقط.. ولكن لأنَّ الشعوب الأوربيَّة تربَّت وتعلَّمت وتعوَّدت على هذا السلوك.. وضع الأوساخ في أكياس وصناديق النفايات. { احتفظ بمنديل الورق المُستعمل أو علبة السجائر.. أو.. أو... إلى أن تبلغ مكاناً تتوفَّر فيه أكياس النفايات.. إذن أنت متحضًِّر.. متمدِّن.. راقٍ.. ومهذب.. { أمَّا صاحب ذاك (البرادو) - سامحه الله - فهو - بلا شك - يحتاج إلى الكثير من الدروس.. والمحاضرات.. ليستوعب أن (تقدُّم) موديل السيارة وحده لا يكفي لتأكيد (تقدُّم) صاحبها.. فأحياناً.. قد يعني العكس..!!