في وطن تضيع فيه الاحلام سريعاً قبل ان تولد، في وطن يمسي ويصبح دونما جديد، تتشابه فيه التفاصيل، نرزح في قيود اليومي المعتاد، الصحيان من النوم والذهاب الي العمل كالدواب، روتين ممل ، كأنما ننعي احساسنا بالأشياء نلتقي كالعادة مجموعة من شباب ضاعت كل احلامه في مواجهات الواقع الصعبة - ( قروش المواصلات - المرتب تأخر - العرس- الأولاد - الديون - الأقساط - حق الكهرباء - سيد الموية - أما البمبرز فهذا وحده كوم آخر) - شباب يناقش هموم الوطن بكل المواجهات العارية القبيحة التي تفضح واقعنا المرير ... - والله الحركة والوطني ح يودوا البلد دي لي حرب جديدة - هو الجنوبيين العاوزم منو؟؟ ماينفصلوا ويريحونا..!! - هو إنت قال ليك الانفصال فيهو راحة ؟! - والله زي التقول الله خالق لينا الجنوبيين ديل يعذبونا لو في وحدة ولّا انفصال - ياخي خليك عقلاني وناقش الامور دي بموضوعية وبطل سطحية المواطن العادي دي .. - إنتو دايماً شايفين المواطن سطحي وما بعرف ودايماً، إنتو العارفين أي حاجة .. تعرف إنو البلد دي أزمتا في مثقفينها.. - ياخي ما تنفعل خليك (ريلاكس) نحنا هسه بنتناقش عن الوحدة والانفصال الدخل المثقفين شنو ؟؟ - شفت خلاص.. بقيت محلل نفسي منو القال ليك انا منفعل ؟ انا كلامي البقول فيهو ده جوه صدر أي مواطن سوداني اصيل، الينفصلوا هو نحنا قدر مانتقدم ليهم خطوات هم شايفننا (حقارين) و(تجار رقيق) .. - أها تاريخك ما بيقول كده ؟! - بقول شنو؟؟؟ هو نحن ذاتنا (عرب بيور)، هم المشكلة عندهم مشكلة لون التقول نحن الإخترنا إنهم يكونوا سود ونحن نكون (سُمر)، المسألة أصلاً عقدة لون ليس إلا.. - طيب يادووب كده إنت فتحت ابواب للنقاش... ماقريت عمود فلان عن الإنفصال والحقائق المرة - هو فلان ده ذاتو بيكتبوا ليهو عمودو ناس تانيين وقاعد يقبض . - والله أنا بفتكر انو المسألة دي جاطت عندك، لأنو أنت مثال حقيقي للجدل البيزنطي و.... (مقاطعاً): جدل (بيز) إيه، انت ماعارف إنو الحاجات كلها مربوطة بي بعض كورة وثقافة وسياسة وصحافة وتعليم وصحة وكمان (سماحة خِلقة) كلها مارقين منها ملوص ساكت!!! فجأة ينتبه الجميع ويذهب كلٌ منا في طريقه لإنجاز هموم أخري مملة في العمل واللسان بلا أي طعم . هذا هو حال بناة المستقبل شباب وطننا الواعد ، لايأبه لشئ، يمارس دور (المحلل) لجميع الأشياء دون إسهام في فعل أي شئ ،محبط ومتحطم، لاينتبه لوطن يتفكك، لايبادر، وظني أن أبواب المبادرات غير مشرعة له، نحن نتطلع إليكم يامن نظن أنهم مازالوا يحملون شيئاً من البريق الوطني القديم الذي أصبح كالقصص بل الأساطير القديمة نتطلع بشئ من الأمل والتمني بأطياف شباب واعد يمكن أن يحرك بعض الذي فقدناه ايام العراك والحماس السياسي في الجامعة فبالله مزيداً من كوات ضوءٍ محفزة.