ظلوا يحملون مديهم وفؤوسهم يجوبون أحياء العاصمة الخرطوم طوال أيام العيد بحثاً عن رزق في أيام معدودات، إنهم القصّابون أو (الضبّاحين) بالعامية السودانية. «الأهرام اليوم» سارت خلفهم وهم يؤدون عملهم ووقفت على هذه المهنة الموسمية. يقول (الضبّاح) محمد خليفة إن لعيد الفداء أنواع مخصصة ومعروفة من الخراف. وعلى (الضبّاح) أي الجزار أن تكون سكينه سنينة ودائماً جاهز بأداواته، ونحن نقول إذا وقعت السكين من يده فهذا ليس (بجزار). وعن أنواع (الضبّاحين) أبان بأن هنالك نوعين منهم، الأول يسمى ضبّاح (المشتل) وهو جزار حريف ونظيف ويعمل بالأحياء الراقية كالطائف والرياض وأدواته مكتملة. فبعد أن يذبح (البهيمة) يقوم بتصنيف اللحم كلٌ على حدة، كأن يضع الأنصاص مع بعض والمفاصل كذلك. أما النوع الثاني فيقول هم جزارون (كشى مشى) وأوصيهم بأن يكونوا بنفس درجة (الضبّاحين) درجة أولى ويسلموا (البهيمة) بعد ذبحها لصاحبها بالصورة التي يريدها. ويواصل حديثه بأن جزار (المشتل) لديه زبائن معروفون ويطلبونه ب(50 100) جنيه أما العادي يمكن أن (يذبح) ب10 جنيهات ولكننا أحياناً في حالة وجود بعض الذين يبحثون عن (ضبّاح) فنحن نطالب بدفع قيمة (الذبح) حسب نوع السيارة التي يقودها. أما (الجزار) علي فضل المولى قال إنه بعد أن تكون البهيمة تجاه القبلة فعلى (الجزار) أن يحرص أن تكون (مُجرقّمة) أي أن يترك (الضبّاح) الحنجرة أو البلعوم تجاه الرأس وكلما ابتعدنا كان أفضل في عملية الذبح ويسميها البعض (الخرزة). الشيخ حامد أوضح أنه بعد وضع (البهيمة) اتجاه القبلة على (الضبّاح) أن يكبِّر ثلاث تكبيرات ثم يذبح ولابد من الطهارة وعليه أن يغسل يده تماماً وباستمرار حتى تكون اللحمة نظيفة وألاّ تصل الأرض على الإطلاق. وأردف أن الضبّاح في السابق يكون أفضل من مدير المديرية طوال أيام التشريق الثلاثة.