الصدفة وحدها هي التي جمعتني بالفنانة العالمية والنجمة الإثيوبية الشهيرة «هايمونيت»، حيث كنت أتجول في «الحيشان الثلاثة» كالمعتاد لمعرفة الأحوال والأخبار الفنية، وعند وصولي إلى قناة النيل الأزرق أبلغني المخرج الفنان مجدي عوض صديق بأن النجمة الإثيوبية «هايمونيت» متواجدة داخل الاستديو، وأضاف: أعددنا العدة لتسجيل سهرة كاملة وخاصة معها بمناسبة احتفالات رأس السنة بعنوان «أنغام» من تقديم الزميلة نسرين نمر. وعندها انتهزت الفرصة للالتقاء بها لإجراء حوار سريع.. واستقبلتني زهرة أديس ومعشوقة الجماهير بكل أريحية وترحاب وبابتسامة بريئة، وطرحت عليها بعض الأسئلة فلم تتردد في الإجابة.. معاً نطالع إفادتها: بداية نود أن نتعرف على هايمونيت؟ أسمى «هايمونيت جيرما»، إثيوبية الجنسية، من مواليد «هرر» عام 1980 ونشأت بها كل عمري وحتى اللحظة، وأنتمي لقبيلة «الأمهر» ودرست بها كل مراحلي التعليمية، والآن منفصلة عن زوجي منذ فترة وأعيش مع ابني الوحيد «أمين» الذي يملأ كل حياتي ولا أفكر في الزواج مرة أخرى. ماذا عن البدايات الفنية؟ - بدأت مشواري الفني مبكراً، وبالتحديد وأنا طالبة بالمرحلة الثانوية العامة، وتشكل لديّ الوعي الفني الكافي والإلمام بما يدور بالساحة الفنية، وهذا الأمر سهّل كثيراً من مهمتي ومهّد لي الطريق نحو النجومية. هل ترين أنك وصلت الآن لمرحلة النجومية؟ - أنا بذلت كل ما في وسعي لكي أصل إلى مستوى فني رفيع، والنجومية يحددها الجمهور. هل أنت راضية عن نفسك؟ - الحمد لله راضية عن نفسي غاية الرضا، وأعتقد أن تجربتي ليست بالقصيرة، ويمكن القول بأنها متواضعة، وخلالها أنتجت ثلاثة ألبومات، ولديّ تسجيلات في (سي، دي) وبالتلفزيون الإثيوبي والسوداني والفضائيات العربية والعالمية، والآن أقوم بالتحضير لعدد من المشاريع الفنية المختلفة، منها تصوير «كليبات» والإعداد لتسجيل بعض الأغنيات الجديدة وألبومات قادمة. بماذا تفسرين غياب وانحسار الفن الإثيوبي في السودان، على عكس أيام المطربة «استير» والمبدع «منليك»؟ - أقول بكل صراحة إن تواصلنا الفني كفنانين إثيوبيين مع وطننا الثاني السوداني ما زال بخير، والدليل على ذلك أن هناك مجموعة من الفنانين والفرق الغنائية والاستعراضية وعدد من الفنانين الشباب يأتون للسودان بصورة مستمرة لإقامة حفلات والمشاركة في المناسبات المختلفة. هنالك من ما يرى أن جمالك وراء دخولك عالم الغناء؟ - «ضاحكة»: المطرب الحقيقي هو الذي يتواصل مع جمهوره عبر صوته وليس شكله، وأنا مطربة ولست «فتاة إعلانات» وبالتالي ليس للشكل دور في ظهوري فنياً. حدثينا عن علاقتك بالفن السوداني؟ - أنا عاشقة للفن السودان ومتابعة له منذ طفولتي، حيث كنت ومازلت أستمع لكبار المطربين السودانيين أمثال فنان أفريقيا الأول الموسيقار محمد وردي وسفير الأغنية السودانية الراحل سيد خليفة وملك الأغنية الشعبية كمال ترباس، وأرتاح كثيراً للمطربة ندى القلعة ومعجبة بهاجر كباشي. سمعنا عن مشروع فني مشترك بينك والمطربة ندى القلعة؟ - بالفعل هنالك تعاون فني مشترك بيني وبين المطربة ندى القلعة أثمر إنتاج ألبوم غنائي جديد في شكل «دويتو» من إنتاج شركة الروماني سيرى النور قريباً. متى كان أول لقاء لك مع المطربة ندى القلعة؟ - كان قبل ثلاثة أعوام بدبي في سهرة لقناة «زول»، ويومها أحسست بأن هناك تقارباً فنياً وارتباطاً وجدانياً بيننا. التصاقك بالمجتمع السوداني ماذا أفرز لك من ملاحظات ومشاهدات؟ - زرت السودان أكثر من ثلاث مرات، وفي كل مرة يزداد حبي وارتباطي به، لطيبة وأريحية شعبه، وحقيقة أنا معجبة جداً بنمط وسلوك المجتمع السوداني، خاصة النساء السودانيات وطريقة تعاملهن وأدبهن واحترامهن للرجل، بجانب ذلك تدهشني طقوس الزواج والحناء والثوب السوداني، وتربط شعبينا روابط جغرافية، وفي العادات والتقاليد. أغنية سودانية تترنّمين بها؟ - حبي لوردي جعلني أترنم دائماً برائعته «ما تخجلي» وسبق لي تسجيلها في «سي دي». أسرتك.. هل لها علاقة بالفن؟ - أسرتي ليست فنية ولكنها تتذوق كل ألوان الفنون، وشقيقي إبي جيرما يمتهن الصحافة وهو من الاسماء المعروفة في الوسط الاعلامي بإثيوبيا واستفدت كثيراً من توجيهاته وآرائه ونصائحه، وهو يعتبر السند بالنسبة لي. ماذا عن زيارتك لدارفور؟ - ذهبت قبل (6) أشهر إلى دارفور وغنيت لترسيخ الوحدة والسلام وإشاعة مضامين الحب والإخاء، وهذا من صميم رسالتي الفنية. نلاحظ تواجدك الكثيف في دول الخليج؟ -هذا صحيح، وأنا مؤمنة بأن الفن لا وطن له، ومن هذا المنطلق حرصت على التواجد في الفعاليات الفنية بدول الخليج وبعض الدول الأوروبية خاصة هولندا، وتفاعلت الجالية هناك. لماذا تفضلين الغناء بالإيقاع الخفيف؟ - الأغنية الخفيفة مطلوبة ولها تواجد في الساحة الغنائية الإثيوبية، وأنا شخصياً أحب هذا اللون من الغناء، ورددت عدة أغنيات أثيوبية وسودانية مثل «عزاز علينا» و«بي قليبك تقول تعال وتعال» و«حبيبي تعال نتلم ما دام الريد اختلط بالدم» وغيرها من الأغنيات. كيف تنظرين إلى الموسيقى كلغة عالمية؟ - الموسيقى أعتبرها لغة مشتركة وجسراً يربط بين الثقافات المختلفة، ولذلك تجد لها رواجاً في كل مكان باعتبارها لغة يفهمها الجميع. أمنيات عامة وخاصة تودعين بها القراء؟ - الأمنيات العامة أن يعم الحب والخير والسلام كل العالم، وتحديداً أتمنى لهذا الوطن الجميل السودان أن يرفل في السلام والاطمئنان، ولا أنسى وطني.. وأتمنى أن تجمعنا دائماً بالأحباب السودانيين لحظات من المودة والتواصل والحب النبيل، وشكراً لكم جمعياً على هذا الاستقبال وحسن الضيافة.