أن تستمع إلى أصوات (البلابل) شيء ممتع وأن تجلس إليهن شيء آخر لا يقل روعة.. وقد كنا محظوظين في «الأهرام اليوم» بزيارة البلبلتين «هادية» و«أمال طلسم» لمكاتب الصحيفة، حيث التقتا برئيس التحرير الأستاذ الهندي عز الدين ومدير التحرير الأستاذ نبيل غالي. وعند سؤالنا عن «حياة» كانت إجابة الأختين بعفوية خالصة: (إنها تطبخ في البيت لأولادها طعام الغداء).. «هادية» و«أمال» ودعتا حياة الغربة إلى حين واختارتا الاستقرار بعض الشيء بحي المعمورة والاكتفاء بالتردد على (العيال) الذين كبروا بأمريكا عدة مرات في العام. «هادية» يعمل زوجها بجامعة (هاوارد) بواشنطن أستاذاً للتاريخ ولديها ولدان أكبرهما في العشرين من العمر، أما «أمال» فقد تزوجت ابنتها الكبرى «دينا» وأخواها بالجامعات بولاية كاليفورنيا. وتؤكد البلبلتان أنهما شعرتا بضرورة العودة إلى السودان وإلى الوسط الفني والتواصل مع جمهورهما خاصة وأن عملهما في مجال الغناء لم يتوقف في أمريكا بل قدمتا أغاني جديدة من أعمال أنس العاقب والموصلي، إضافة إلى الأعمال القديمة. وتقول «هادية»: (تغير الوضع الذي دفع بالمبدعين قبل أعوام للهجرة التي أحدثت فراغاً بينهم والجيل الحالي.. واللافت للنظر أن الأصوات النسائية الجميلة كثيرة لكن لا يوجد تفرد في الأداء ولا خصوصية، يعني زمان كان كل فنان له (استايل) محدد الآن (كلو واحد) ونشعر أن عدداً كبيراً من الفنانات يقلدن أسرار بابكر في الأداء والفنانين الشباب يقلدون محمود عبد العزيز!!). نادر خضر مميز وندى القلعة صوت طبيعي «هادية» و«أمال» أبدتا اعجابهما بالفنان الكبير نادر خضر، وقالتا: لديه أسلوبه الخاص في الأداء ويقدم لونية مختلفة لأن هذا ما نحتاجه، أن يكون لكل فنان بصمة في خارطة الغناء السوداني. «أمال» لديها مشكلة مع الأصوات (المستلفة) وتسميها «هادية» (المصنوعة)، وهي أصوات تملأ الساحة وتزعج المستمع أكثر مما تطرب، وتتفقان على أن صوت ندى القلعة (مثلاً) صوت طبيعي وإن اختلف عليه الناس، أما هبوط مستوى الشعر المغنى والألحان فيرجع لسلبيات عديدة يواجهها المجتمع الذي سيظل الغناء مرآة واضحة له. البلابل شاركن بنجاح في مهرجانات السودان الثلاث بأمريكا وغنين برفقة عدد كبير من الفنانين المهاجرين في نيويورك.. شيكاغو.. ديترويت وهي مهرجانات نظمت بجهد المبدعين من موسيقيين وشعراء وفنانين بعيداً عن الدعم الرسمي بهدف عكس صورة حقيقية لتسامح الأعراف في السودان خاصة وأن الإعلام الأمريكي يعكس صورة سيئة عن حياة السودانيين، وكان معهن دومنيك وعلي السقيد والموصلي وإحساس وأدروب. خطة البلابل الفنية تقوم على إعادة أمجاد المسرح الغنائي خاصة مسرحية (أحلام الزمان) لهاشم صديق والحان أنس العاقب ومن إخراج صلاح تركاب، إضافة لمسرحية جديدة لهاشم صديق أيضاً وتقديم أغنيات جديدة.. وتقول هادية: (وزير الثقافة السموأل خلف الله منفتح على المبدعين وإن تم تنفيذ خططه المعلن عنها سيزدهر وضع كافة الفنون بالبلد). (لون المنقة) وأحزان الانفصال أثناء الونسة التي تخللت الحوار سألت «أمال»: (تفتكروا أخوانا في الجنوب حينفصلوا عنا بالجد؟). وتجيبها «هادية»: (لا .. لن ينجح الانفصال وحيرجعوا للوحدة مع الشمال مثلما حدث في ألمانيا.. وشواهد كثيرة في التاريخ مشابهة تؤكد ذلك، فالروابط التي تجمعنا كسودانيين قوية جداً). وحين توجهنا بسؤال لهادية عن إشكالية (السودانوية) أجابت: (نحن أفارقة وعرب ولكن بتأثير ثقافة عربية أقل من الأفريقانية والتأثير الثقافي هو الذي يجمعنا بدليل أن قناة (ايبوني) تحكي بعربي جوبا، لأنه مفهوم لدى كل قبائل الجنوب والشمال كذلك، ولا أدري بأي لهجة سيقدمون برامجهم بعد الانفصال لمواطني الجنوب؟. في جوبا قدمنا حفلا بحضور ضخم من الجمهور والمسؤولين وكان مرحباً بنا وطلب وزير الثقافة هناك حفلاً ثانياً مفتوحاً لمواطني جوبا. وأذكر أننا في أمريكا شاهدنا فيلماً لمخرج امريكي عن جنوب السودان يصور في إحدى لقطاته شاباً جنوبياً يستمع لأغنيتنا «لون المنقة» عبر راديو أم درمان - ويا هو دا السودان). معرض عن الآثار بالمتحف تُقيم جمعية الصداقة السودانية التشيكية السلفاكية بالتعاون مع البعثة التشيكية بالخرطوم العاملة في مجال التنقيب عن الآثار بمنطقة ود بانقا تُقيم معرضاً مصوراً عن السودان في بدايات القرن العشرين والاكتشافات الأثرية للبعثة. ويُقام المعرض بالمتحف القومي ابتداءً من الأحد القادم تحت رعاية المدير العام للآثار والمتاحف البروفيسور حسن حسين إدريس والقنصل التشيكي بالخرطوم.