{ في مبادرات متألقة قادتها صحف وأندية اجتماعية ومراكز للشباب، انداحت أماسٍ لتكريم وتأبين بعض المبدعين ويكفي أنه ومنذ بداية العام أو ما قبله بقليل كُرّم الشاعر الكبير سيف الدين الدسوقي في احتفال «الأهرام اليوم» بعيدها الأول، وشهدنا مطلع هذا الشهر تكريم صحيفة «فنون» والنادي العائلي للراحل الموسيقار بدر الدين عجاج، وفي ذات الليلة كرّم نادي الخرطومجنوب ذكرى الفنان الخالد عبد المنعم الخالدي. وعلى حد علمي فإن الأسبوعين القادمين سيشهدان ليلتين لاجترار ذكرى رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد والفنان الراحل عبد الدافع عثمان وهو لعمري حراك يتعدى فقط مجرد أن نستعيد الذكريات أو الأعمال الخالدة التي قدمها هؤلاء المبدعون إلى قدسية أن نتحلى بفضيلة رود الجميل لمن جمّل دواخلنا أو سكب رحيق أيامه ونضيرها قارورة عطر ضمخت المنتوج الإبداعي السوداني بأجمل الأعمال. { وحتى لا يكون هذا التكريم قاصراً فقط على المطربين أو المطربات بحكم أن أعمالهم تظل محفوظة لأنها مرددة بأفواه غيرهم أو محفوظة عبر الوسائط بأصواتهم؛ أرجو ألاّ نهضم حق كثير من المبدعين السودانيين الذين أسسوا للحركة المسرحية والدرامية في السودان، إن كانوا ممثلين أو كُتّاباً أو مخرجين وهم كثُر، وأعذروني إن لم أخصص بالذكر اسماً خشية أن أذكر البعض وتسقط عني أسماء فأقع في اللوم والحرج، لكن كل من أغنى المسرح السوداني أو أسس للدراما السودانية، تلفزيونية كانت أو إذاعية، يستحق أن نقيم له ليالي التكريم وندعو أسرته إلى الجلوس في الصف الأمامي تكريماً لهم لأنهم ينتمون إلى فلان أو علان، لكن سأظل أكرر وأعيد أنه لا بُد لوزارة الثقافة من تكريم المبدعين وهم أحياء خاصةً أولئك الذين بلغوا من العمر عِتياً أو أنهم يعانون شظف العيش ومعاناة المرض. وعندما أقول تكريمهم فأنا لا أعني إقامة الليالي الغنائية التي يشرفها المسؤولون أو الوزراء لتؤخذ فيها كم صورة وتقال كم كلمة جميلة في حق المحتفى به والسلام ختام، ولكن أقصد أن تقوم الوزارة بحصر ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً أسماء المبدعين الذين يعانون ظروفاً صعبة إن كانت معيشية أو مرضية ولتبدأ بالاستثناءات لأكثر الحالات احتياجاً ملتزمة بمبدأ أولى ثم أولى لعلنا نسهم في رفع الكرب وتخفيف الألم عن بعضهم، وأظن أن الإحساس فقط لدى هؤلاء باهتمام البلد التي منحوها شبابهم ومواهبهم وأغنوا تاريخها الأدبي، هو إحساس سيخفف عنهم وطأة الشعور بالوحدة أو التجاهل والنسيان. { في كل الأحوال المسألة ليست صعبة ونستطيع أن نبدأ فيها بتضافر الجهد الرسمي والشعبي، ودعوني أهمس في أذن الفنانين الشباب (العداداتهم شغالة طوالي) أن بإمكانهم المساهمة في هذا العمل الكبير بإقامة الحفلات الخيرية الجماهيرية التي يوجّه عائدها لكثير من الأسر التي تتعفف أن تذكر حاجتها رغم أنها قد تحمّلت ضريبة تفرغ عائل الأسرة للإبداع، شاعراً كان أو ملحناً أو مشخِّصاتي، وكان الله في عون وزارة الثقافة ووزيرها لأن الثقافة في بلادنا تعاني على صعيد المنتج والإنتاج. على فكرة أحياناً كثيرة أستمع الي وعود تطلق للمبدعين في لحظة تكريمهم فتنتزع منا التصفيف وكلمات الإعجاب وتجعل المكرَّم نفسه يعيش (الحلم السماوي) ليكتشف بعد انتهاء الحفل أن الوعود التي قُطعت تصطدم بالمتاريس من شاكلة موظفي الخدمة المدنية المتخصصين في وضع العقدة في المنشار ليتبخر إحساسه بالتكريم ويحل مكانه شعور بالإحباط لأنه البعرفه أن الشخص المُهدَى إليه أو المُكرَّم تصله هديته في محله مش يخلي أشغاله ويقعد (يسكها) بالمكاتب، يبقى التكريم وين؟! فيا أخي السموأل خلف الله أضرب لك مثالاً صغيراً على ذلك لأنني متابعة لتفصيلات قصته التي أحسب أنها ربما تلهمه قصة قصيرة ينال عنها جائزة نوبل للآداب فنكفيه شر السؤال والسك لمنزل التكريم ويشتري بيتاً في العمارات وفيه صديقه كمان، أطنك عرفت من أقصد؟ فأين منزل الأستاذ نبيل غالي..!! ٭ كلمة عزيزة رغم كل الشواهد للانفصال التي يتابعها السودانيون من خلال الشائعات المختلفة لازال تلفزيون السودان يغني للوحدة.. يا جماعة بلاش تتعاملوا مع المشاهد السوداني على أساس أنه (دقوس). ٭ كلمة أعز الشكل الاستعراضي الذي سيقدمه الفنان الشاب طه سليمان يؤكد كل صباح أن هذا الشاب راقدلو فوق رأي!!