تحدى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير القوى المعارضة في إخراج الشارع العام لإسقاط حكومته، وأعلن عدم خشيته من قيام الانتفاضة عليه، وأقسم بالتنازل عن السلطة والخروج إلى الشارع ليرجم بالحجارة حال ثبوت أن الشعب لا يريده رئيساً للبلاد، وقال البشير إنه لن يهرب خارج البلاد حال ثار السودانيون عليه وتابع: «نحن البلد دي ما بنفارقها، ووالله لو عرفنا أن الشعب ما دايرنا برانا بنخلي الحكم، من غير زول يقول لينا غادروا»، وسخر البشير في خطاب جماهيري بمدينة الدامر بولاية نهر النيل أمس (الثلاثاء) ممن سماهم الواهمين، وقال إنهم روجوا لخروج الشعب ضد الإنقاذ حال حدوث الانفصال، وأضاف: «نتيجة الاستفتاء قبل أن تعلنها المفوضية، ستكون بنسبة 99% لصالح الانفصال، فأهلاً وسهلاً»، وقال إن المعارضة توقعت سقوط حكومة «الإنقاذ» منذ مجيئها في العام 1989، مروراً باتهامات مدعي المحكمة الجنائية الدولية، وزيادة أسعار السكر والمحروقات الأخيرة، وجدد البشير تمسك حكومته بالشريعة الإسلامية، مؤكداً أن مطلب الانفصال بين الجنوبيين لا علاقة له بتطبيقها، وتعهد بدعم دولة الجنوب الجديدة ودعم استقرارها، وقال: «الانفصال ليست له علاقة بتطبيق الشريعة، فمنذ أن كانت تنتشر البارات والإندايات، كانت الحرب تدور»، ووعد البشير الذي افتتح مصنعي الشمال وعطبرة للأسمنت بتحقيق السودان الاكتفاء الذاتي من الأسمنت وصولاً إلى مرحلة التصدير، وقال إن نهر النيل ستكون ولاية الأسمنت من واقع مصانع الأسمنت التي انتشرت في أنحائها، وتعهد بتحويل الولاية إلى بستان لإنتاج الفواكه والتمور، عبر النهوض بالزراعة، وأكد البشير إزالة دعم الحكومة غير المباشر للمحروقات والسكر ودعمها المباشر للفقراء والمساكين والمنسيين والمرتبات ومعاشات المتقاعدين، وتمسك بشعار «لا بديل للسكة الحديد إلا السكة الحديد»، وأكد وجود مرحلتين لتطويرها، عبر الخطوط الجديدة وإبدال الخطوط القديمة بأخرى أوسع، تسير عليها قطارات أسرع، وقال إن خطة حكومته ترمي إلى ربط السودان بخطوط حديدية مع جيرانه في مصر وتشاد وإثيوبيا وإريتريا. ووعد بإقامة سد الشريك والتزامه بتنفيذ خيار مواطني منطقة الشريك المتضررين من بحيرة الخزان، علاوة على سفلتة العديد من الطرق الجديدة التي تربط نهر النيل ببعض الولايات الأخرى.
