أزهار جذابة، أشكال جميلة، أسماء متنوعة وألوان زاهية جميعها أضفت لمسة من الجمال على باحة الحديقة النباتية القومية بالمقرن التي ازدان بها معرض الزهور الدولي في دورته الرابعة الجمعة الماضية بمشاركة واسعة لأكثر من (200) عارض ومشارك. واجتذب المعرض عدداً كبيراً من الزوار قوامهم الأسر وأطفالها. إضافة إلى وجود عدد من الأجانب والدبلوماسيين الذين شكلوا حضوراً لافتاً وكبيراً. وفي جولة «الأهرام اليوم» مساءً لاحظت أن المعرض غدا مرآةً لسوق الأزهار وكل ما يتعلق بالزهور والحدائق ونباتات الزينة والثمار. وأهم ما يميز المعرض وجود مشاركة كبيرة للسيدات اللائي يمتلكن مشاتل يدرنها بأنفسهن. وفي مشتل «إشراقة» لصاحبته المهندسة الزراعية؛ إشراقة حسن، أوضحت أن مشاركتها بالمعرض مستمرة منذ العام 2000م، مبينة أنها تمكنت من إنشاء مشتلها من اللاشيء بالرغبة والاجتهاد والخبرة واستطاعت أن تنجح في إنتاج الزهور والنباتات وتشرف على المشتل الكائن بمدينة الفتيحاب. وعن اهتمام المواطن السوداني بالزهور أبانت أن الأسعار باتت الآن في متناول الجميع مع كثرة العارضين من أصحاب المشاتل، وأشارت إلى أن الناس بدأت تستوعب فكرة وجودها في المنازل لضرورتها الجمالية بعد أن كانت مقتصرة على بعض الطبقات الغنية بصفة خاصة، وأكدت أن الورد الإنجليزي والقرنفل والاكزوريا يفضلها معظم الزوار لأنها ملائمة لأجوائنا السودانية ورخيصة السعر، ودعت إلى أن يمد أصحاب المشاتل الناس بالمعلومة الصحيحة حول الاهتمام بالزهور من ناحية توفير الأسمدة والتربة الخصبة وطريقة الري السليمة كي لا تذبل سريعاً. وفي مشتل سندس لإنتاج شتول الفاكهة كان السؤال أولاً عن سبب وجود شتول الفاكهة بالمعرض؟ فأوضحت صديقة أحمد (فني بستاني) أنهم اغتنموا فرصة وجود الناس بالمعرض كي يلتفتوا إلى وجود نباتات الفاكهة داخل الحدائق لما تضفيه من شكل جميل، بجانب الاستفادة من ثمارها المفيدة، وقالت إنه تم إدخال فواكه التوت والمانجو والرومان والباباي والقشطة وتم توظيفها لتكون جزءاً من الحديقة المنزلية بعد أن كانت الجوافة والليمون والنخيل هي الأكثر وجوداً في البيوت السودانية، ولفتت إلى أن النباتات يمكن ألاّ تموت أبداً إذا اعتُني بها، وأضافت أن السودان تطور في مجال إنتاج الفاكهة وتم إنتاج ما يُعرف بالفاكهة الواعدة وهي الفراولة والأناناس وفاكهة البشملة. أما زهور الدينانتوس والكنة والكازانيا فتجلب من جنوب أفريقيا وتتميز بأنها تتحمل الجفاف والرطوبة. وفي مشتل «الخمائل الرويانة» أوضح يحيى التوم أن المعرض يمثل فرصة لعرض نباتات جديدة، ويهتم مشتله بتنسيق عمل الحدائق «عمل الشلالات والنوافير والمجسمات»، إضافةً لرعاية وتربية أنواع من الطيور، وأشار إلى أن كل ذلك يمضي مع الزهور والحدائق في قالب الجمال والزينة. وفي جانب آخر تكسوه الخضرة وبمشتل الباقير المختص في نباتات الزينة الخضراء أبانت مشرفته أن مشاركتهم جاءت بمجموعة نخيل الزينة والفواكه المثمرة الخضراء، موضحةً أن معظم النباتات تكون موسمية، لكن نباتات النخيل والزينة الخضراء دائمة وهذا ما يميزها، وكشفت أن أنواعاً مثل «كمريوس» و«الكوكس» و«السايكين» الأكثر إقبالاً والأعلى سعراً، وأكدت أن أسعاره انخفضت قليلا ً مقارنةً بالموسم السابق؛ فسعر الشتلة يبدأ من (500) ألف إلى (5) ملايين. وعن سبب غلاء أسعار الشتول أوضحت أن تربية نباتات الزينة تحتاج إلى زمن طويل، كما أنها نادرة وتُجلب من إيطاليا. من جهته أوضح عبده آدم، من مشتل اللوتس، أن الإقبال على شراء الزهور انتعش وتبدأ الأسعار لديه من جنيه واحد إلى (15) جنيهاً لأنواع زهور الكوكس والبكوليوس البنفسج واللوكزونيا البمبية. كما لاحظت «الأهرام اليوم» أن المعرض كان ملاذاً للأسر وأتاح الفرصة للجمهور للتعرف على أنواع جديدة من النباتات والزهور خاصةً لدى المهتمين والهواة. وصاحب المعرض عرض لأنواع من الطيور وأواني الفخار الخاصة بالشتول والمنتجات الأخرى. وكانت العطور السودانية بأنواعها المختلفة وعطرها الفواح تحتل مركزاً مرموقاً مع الورد. وفي معرض «أم اليتيم» لصاحبته الخالة عائشة زيدان توجد أنواع من العطور السودانية بنكهات فواكه المانجو والتفاح والأناناس والقريب فروت ووجدت إقبالاً من الزوار والأجانب خاصةً.