من خلال مساحة (رمضان في بلادهم) اليوم نتسضيف سعادة السفير الإيراني (جواد تركي إبادي) يصحبنا في دردشة رمضانية خفيفة عن طقوس رمضان في دولة إيران وما هي أوجه الشبه ما بين رمضان في الدولتين، كما يصف لنا سعادته من خلال هذه الدردشة المائدة الإيرانية في رمضان ويحكي لنا عن مدى حبه وتعلقه بالشعب السوداني.. كل عام وأنت بخير سعادة السفير ورمضان كريم عليك، نفرد لك سعادتك هذه المساحة حتى تهنئ من خلالها كل الأمة الإسلامية والشعب السوداني؟ - لقد أعتاد كل المسلمين أن يهنئوا بعضهم بحلول شهر رمضان العظيم فيقولون رمضان كريم وأنا أقول لكل الشعب السوداني رمضان كريم ونتمنى أن نكون أهلاً لهذه الضيافة الربانية الكريمة والتى نتمنى أن تتمتع بها كل الأمة الإسلامية. هل هذا شهر رمضان الأول لك في السودان؟ - لا هذا شهر رمضان الثاني، فأنا الآن لدي في السودان 14 شهراً. صف لي سعادة السفير رمضان في السودان وما انطباعاتك عنه؟ - ضحك ثم قال: أنتم أهل السودان تقولون رمضان (سمح) والحمد لله رمضان شهر طيب فالمنظر الذي يراه الشخص وهو في طريق عودته حيث الناس يجتمعون على موائد الإفطار والكل يستعد للإفطار هو مشهد يبعث في النفس الطمأنينة. ما أكثر ما أعجبك في رمضان بالسودان؟ - كل الذي رأيته في رمضان في السودان كان جميلاً. أعجبني أنني رأيت العوائل والأسر وحتى المسؤولين يتناولون الإفطار ويجلسون على المآدب سوياً فهذه هدية تبعث في النفس الطمأنينة، رأيت كذلك المسؤولين يزورون عامة الناس وأعجبني أيضاً (عوج الدرب)، فهذه تنم عن أخلاق حميدة وسنن طيبة تبرز سماحة الشعب السوداني. كيف هو رمضان في إيران؟ - في إيران تكثر الزيارات بين العوائل والجيران وجميعهم يتناولون الإفطار مع بعضهم ويجلسون على مآدب بعضهم كل بما لديه. صف لي سعادة السفير المائدة الإيرانية في رمضان؟ - نحن في رمضان لدينا ((الهريس)) هو عبارة عن قمح ينقع وبعدها يطبخ حتى يصير مثل العجينة ثم تضاف إليه اللحمة الخالية من العظم ويضع على النار حتى تصير اللحمة مثل الخيوط ثم يوضع عليه السكر والسمسم، فالهريس لا يعتبر طبقاً رئيسياً ولكن الناس يميلون إليه لأنه طبق خفيف، فنحن الإفطار لدينا في إيران يكون كالآتي: نفطر دائماً بالماء والتمر ونتناول الهريسة إلى جانب ذلك تنناول جبنة وخضرة، والخضرة هذه عبارة عن بقدونس ونعناع وكسبرة، ثم بعد ذلك بساعة أو نصف ساعة تأتي وجبة العشاء، فالوجبة الرئيسية تكون الأرز مع لحمة دجاج أو بقر أو غنم إلى جانب الشوربة، فالشوربة لدينا أنواع ولكن الناس دائماً ما تميل إلى شوربة القورما سيسزي وهي عجة الخضر، حيث يتم استخدام أنواع من الخضر الجميلة تحمص ويضاف لها لحم الغنم وقليل من الفاصوليا ثم تطبخ على نار هادئة. هل هذا كل ما تقتصر عليه المائدة الإيرانية في رمضان؟ - بالتأكيد المائدة الإيرانية تكون موسعة فهناك تكون المشويات والأرز والشوربات ونحن نتناول الكثير من الخضر مع وجبات الطعام والمأدبة في إيران متنوعة لأن إيران بها قوميات مختلفة، فكل قومية لها طقوسها المختلفة فهناك ترابط قوي وإيجابي بين مختلف القوميات والمآدب تشكل إحدى هذه الروابط. وماذا عن المشروبات الإيرانية الرسمية في شهر رمضان الكريم؟ - لدينا الكثير من المشروبات في إيران ولكننا نضع مشروب (الودغ) وهو عبارة عن اللبن الرائب ويضاف إليه الثلج والماء والنعناع المجفف وهو مشروب مالح والناس في إيران يميلون إليه كثيراً، وهناك مشروبات حلوة مثل مشروب الكرز وهناك مشروبات أخرى تكون عبر التقطير مثل ماء الورد الذي يقطر من زهرة الروز. هل سبق وأن تناولت مأدبة سودانية وما أكثر شيء أعجبك؟ - كثيراً فأهل السودان كرماء وقد تمت دعوتي كثيراً وقد أعجبني كل الأكل السوداني ولكن أهم شيء المحبة والوداد، فالإنسان لا يهتم بما في المائدة، فالروح هي التي تتغذى أولاً وأعتقد أن الأهم هو الوجوه العامرة بالإيمان. ولكنك لم تقل لي ما أكثر شيء أعجبك في المائدة السودانية؟ - أعجبتني العصيدة بالويكة وتناولت الكسرة والدمعة وحتى الكوارع قمت بتجربتها. كيف هو رمضان بعيداً عن الأهل؟ - زوجتي وأبنائي كانوا موجودين معي في رمضان الفائت ولكنهم الآن هم في إيران بحكم دراسة الأبناء ونحن في رمضان نعتاد على لم الشمل في كل المناسبات ولكن في رمضان هذا نحاول أن نتغلب على الحنين بوسائل الاتصال الموجودة حتى نعوض حنيننا. وكيف هو العيد في السودان، هل سبق وأن استقبلتم العيد في هنا؟ - بالتأكيد حضرت العيد في السودان، فالعيد في السودان هو يوم فرحة ويوم دعاء، نأمل ونتمنى أن يكون خيراً وبركة على السودان وعلى الأمة الإسلامية. سعادة السفير ما أكثر ما أعجبك وضايقك في الشعب السوداني؟ - أنا لم أر من الشعب السوداني أي شيء غير عادي، فهو شعب مسلم مؤمن، محب للدين الإسلامي ويعمل بتعاليم الدين الإسلامي وقريب إلى نفس كل إيراني، وأنا الحمد لله لم أر من الشعب السوداني إلا كل ما هو طيب. أخيراً سعادة السفير صف لي ما شعورك عندما تم اختيارك سفيراً في السودان، هناك الكثير من الأجانب والدبلوماسيين عندما يأتون إلى هنا ينتابهم بعض الخوف باعتبار أن السودان بلد به بعض الخلافات السياسية والحروب الأهلية وانفصال الجنوب وحرب دارفور؟ - أنا أرى في السودان أرضاً مباركة وهي أرض فيها الخير الكبير وموعودة بالنماء والتقدم، السودان بلد به مؤمن يؤمن بالله بقوة وإخلاص ونراه شعباً صديقاً وشقيقاً، ونرى الحكومة حليفة وصديقة ومتعاونة، وأنا أعتبر نفسي قد عينت سفيراً في بلد مهم، وعندما تم نقلي إلى بلد تصفينه أنت بالجميل كنت سعيداً لأنني بدولة السودان، فنحن في إيران نحب السودان ونكن له مشاعر حب وود، ولذلك لم يصدق الشعب الإيراني تلك الصور التي بثتها بعض الفضائيات عن السودان لأنهم يعرفون السودان جيداً وكلنا نؤمن بأنها ليست هذه حقيقة السودان فهو بلد عامر إن شاء الله وقد تكون الإيادي تتكالب عليه حتى لا يعمر ولكن بعون الله هو وطن عامر.