نستضيف اليوم من خلال مساحة رمضان في بلادهم المستشار الإعلامي المصري بالسفارة السيد محمد علي غريب في دردشة رمضانية نسافر معه إلى دولة مصر الشقيقة فيعرفنا على طقوس وعادات الشعب المصري في رمضان وما هي أوجه الشبه بين رمضان في السودان وفي دولة مصر.. فتعالوا نعرف ماذا قال: { أهلاً ومرحباً بك سعادة المستشار الإعلامي المصري الأستاذ محمد غريب ورمضان كريم وكل عام وأنت بخير؟ - هلاً ومرحباً بصحيفة «الأهرام اليوم» ومن خلالها أهنئ الشعب السوداني والأمة السودانية بشهر رمضان المعظم وكل عام وأنتم بخير والسودان دائماً في رخاء وازدهار ويسعدني أن أتقدم بالشكر للإخوة السودانيين الذين تعاملت معهم والذين لم أتعامل معهم فأنا قد قاربت فترتي على الانتهاء بنهاية الشهر الكريم فقد وجدت كل الترحيب ولدي العديد من العلاقات مع السودانيين فأنا ومنذ وصولي السودان في عام 2007 وأنا أشعر بأنني بين أهلي وعائلتي ووجدت هذا الشعور أيضاً بين كل أفراد البعثة الدبلوماسية وهذا شعور كل المصريين القادمين من مصر فلا يوجد مصري يشعر بالغربة في السودان ولا سوداني يشعر بالغربة في مصر وأنا أتمنى أن تتكرر زياراتي إلى السودان الذي أحبه وأحسه كجزء مني ولما لا ونحن في وادي النيل وبيننا روابط تربط بين الدولتين. { سعادة المستشار مصر والسودان من أكثر الدول التي تتشابه في كثير من العادات والطقوس وخصوصاً في شهر رمضان كيف وجدت رمضان في السودان؟ - من خلال الأربعة أعوام التي مكثتها في السودان مر علي فيها خمسة أشهر رمضان، حيث بدأت عملي في السودان وشهر رمضان كان على وشك القدوم. هناك الكثير من التشابه ما بين الشعبين كما ذكرت والدليل على تمازج الطباع والتقاليد في رمضان بين مصر والسودان هو أنني لم أفكر بأن أقضي رمضان في مصر، كما يحرص العديد من الزملاء أو العديد من المصريين في دول خرى. { هناك تشابه كبير بين رمضان في الدولتين ولكن لا بد أن تكون هناك سمات تميز دولة عن أخرى؟ - السمة التي تميز شهر رمضان في بلدينا هي الترابط الاجتماعي والتلاقي الأسري واجتماع الأصدقاء على مائدة الإفطار بما تمثله من حميمية وتقوية للصلاة الاجتماعية التي قد نفتقدها في الأشهر الأخرى نظراً لانشغال الناس في أعمالهم واختلاف توقيت حضورهم إلى المنزل، فشهر رمضان يميزه لمة العيلة والأحباب حتى عادات الطعام والشراب بيننا تتشابه إلى حد كبير. { ولكن أنتم في مصر دائماً ما تحرصون على وضع الطبيخ في المائدة الرمضانية ونحن نختلف عنكم فلا يمكن أن نضع الملوخية أو صينية البطاطس في رمضان ولدينا الآبري المشروب الرسمي في رمضان فإذاً هناك اختلاف في عادات الطعام والشراب؟ - بالتأكيد نحن نميل إلى وضع الطبيخ في المائدة مثل المحشي والملوخية والبامية وصينية البطاطس بالفرن وتختلف الأطعمة على حسب ما تهوى أو يهوى أفراد الأسرة ولكن يبقى طبق الشوربة هو الطبق الرئيسي. { مقاطعة وماذا عن الطواجن؟ - ضحك ثم قال الطواجن وللرز المحمر نقوم بوضعهم على المائدة الرمضانية ولكن الطواجن تتميز أو تجيد عملها السيدة المصرية الريفية فهناك في مصر لا يوجد نظام معين لأكلات رمضانية خالصة فكل على حسب ما يهوى وأيضاً نحن في رمضان نحرص على الكنافة والبسبوسة والقلاش والبقلاوة والقطائف ودائماً ما تحرص سيدة البيت المصري على إعداد هذه الأصناف بنفسها. { من هنا في السودان لدينا الإفطار الجماعي حيث يخرج كل شخص بمائدته في الشارع وتسمى لدينا عوجة درب ما رأيك فيها سعادة المستشار؟ - اختلفت المسميات والهدف واحد الإفطار الجماعي في السودان هي موائد الرحمن في مصر وهدفها أن يسعى كل عابر سبيل أو من ضاق به زمن الإفطار في رمضان للحاق به. { حدثنا سعادة المستشار عن المائدة المصرية في رمضان فماهي المشروبات؟ - أهم شيء لدينا هو الخشاف وهو عبارة زبيب وتين ينقعوا داخل ماء والكركدي والتمر هندي وهو العرديب عندكم. { هل تناولت الحلو مر؟ - الغريبة أنه مش مر وطعمه جميل وحلو طب ليه بيسموه (حلو مر) ؟. { وماذا عن المائدة السودانية في رمضان هل سبق وتناولتها؟ - أنا تناولت طعام الإفطار في كل الموائد السودانية وأكلت جميعها ودائماً ما أحرص على وجود الويكة والدمعة بالقراصة. { كيف هو يومك في رمضان؟ - يومي يبدأ بشكل عادي فبعد انتهاء فترة الدوام أتوجه إلى المنزل وأحاول أخذ قسط من الراحة وبعد ذلك أشرف بنفسي على إعداد الإفطار وأهم شيء هو أن يكون هناك مشروب وأن تكون هناك شوربة ودائماً ما أميل إلى شوربة الخضار إلى جانب كم بسيط من الأرز أو المعكرونة وفراخ ولحمة وبعد ذلك أقوم بتلبية الدعوات والمشاركة فيها وحضور كل الفعاليات إذا كانت هناك دعوات. { سمعت عن أنك محب للفن والفنانين السودانيين؟ - هذا كلام صحيح فأنا أحب الكابلي فهو من الأصوات الجميلة وكذلك العملاق محمد وردي الذي تشرفت بلقائه مرات عديدة وهو رجل كريم ودعاني إلى منزله ولبيت دعوة زواج ابنه مظفر ويشجيني صوته وصلاح بن البادية الذي يطربني صوته دائماً وأهتز من داخلي للأستاذ محمد الأمين وكذلك الراحل المقيم عثمان حسين والأستاذ مجذوب أونسه والعديد من المطربين الشباب أمثال وليد زاكي الدين فهو فنان وموسيقي وإعلامي متعدد المواهب وندى القلعة وأسرار بابكر وعمر إحساس فهو اسم على مسمى فهو رقيق وحساس وللدكتور عبدالقادر سالم أشعر بأدبه وصوته الجميل بفن راقٍ ودائماً ما يحرص ويعمل على توثيق الفن السوداني. { هل تحرص على مشاهدة القنوات السودانية؟ - أنا حريص على مشاهدة العديد من القنوات السودانية وشاهدت تطور سريع ومذهل في كافة وسائل الإعلام السودانية المقروءة والمسموعة والمرئية، فعلى مستوى الصحف صدرت العديد من الصحف القوية التي وجدت لنفسها قوة ومنها صحيفتكم الموقرة وأيضاً على مستوى الإذاعات هناك إذاعات نشأت قوية وانتشرت ومنها إذاعة 104 الرياضية التي ولدت عملاقة وأيضاً إذاعة ساهرون وكذلك التطور المذهل للإذاعات وعلى رأسها الإذاعة الأم أمدرمان والإذاعة الرابطة لشعب وادي النيل إذاعة وادي النيل التي وجدت اهتماماً كبيراً خلال الفترة من كافة القيادات الإعلامية والإذاعية في البلدين. وعلى مستوى القنوات التلفزيونية فأننا نجد تطوراً سريعاً وتنوعاً في البرامج والقنوات القائمة من ذي قبل كالقناة القومية وقناة النيل الأزرق والتي انتقل بها الأستاذ حسن فضل المولى إلى آفاق رحبة وأصبحت موجودة في صدارة القنوات في كل بيت سوداني وفي كل بيت مهتم ومحب للشعب السوداني في كل العالم وكذا قناة هارموني وقناة سا هور وقناة طيبة وقناة زول وباكورة والقنوات الرياضية قناة قون التي ولدت عملاقة وقناة الخرطوم. { من حديثك سعادة المستشار أرى أنك أصبحت ملماً بكل تفاصيل حياة الشعب السوداني ونتمنى سعادتك أن يكون هناك تواصل ما بينك وبين الشعب السوداني بعد انتهاء فترة عملك آخر هذا الشهر وأن يظل الود موصولاً. - إن شاء الله كل الصداقات التي ربطتنا بكل الأخوة السودانيين ستكون موصولة وأنا حريص كل الحرص على تعميقها وإن شاء الله يكون هناك دائماً تواصل وتزداد تلاقياً وتمازجاً معاً ويشرفني ويسعدني أن أكون أخاً دائماً لكم في مصر وأن أكون سفيراً للسودان في مصر. { ونحن على مشارف الختام سعادة المستشار.. كلمة أخيرة؟ - ختاماً أتوجه بالشكر لكل الإخوة السودانيين الذين كانوا لي خير عون في فترتي ويسروا لي الكثير، سواء كانوا صحفيين أو إعلاميين أو زملاء في كافة قطاع العمل في السودان وأتمنى أن نسمع عن السودان كل خير وأتوجه بالشكر إلى صحيفتكم (الأهرام اليوم) وإلى ربانها القدير الهندي عز الدين على هذه الاستضافة.