الوحدة، لم الشمل، المشاركة في الحكومة، المؤسسية، الديمقراطية في داخل الحزب، مفردات تتردد هذه الأيام داخل أروقة الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، وتثير نقاشات وخلافات كبيرة تهدد ما بقي من وحدة الحزب الذي أكلته الانشقاقات. ما الذي يجري داخل الحزب الاتحادي (الأصل) في هذه الأيام؟ وما موقف الحزب الحقيقي والنهائي من المشاركة في الحكومة المرتقبة؟ في هذا الحوار الذي أجريناه مع مولانا حسن أبو سبيب، القيادي البارز بالحزب، حاولنا أن نجيب على السؤال، وأن نضع بعض النقاط على بعض الحروف. { التصريحات ما زالت تتضارب وتتناقض بشأن مشاركة الحزب الاتحادي في الحكومة المرتقبة. والمؤتمر الوطني أكد في خبر نشرته الصحف أمس أن حزبكم وافق على المشاركة، ما حقيقة الموقف من المشاركة، هل سيشارك الحزب؟ أعلم تماماً المفاوضات التي دارت بين المؤتمر الوطني والحزب الاتحادي، والاتحادي الديمقراطي قدم قضايا محددة، للحوار؛ قدم ورقة اقتصادية وطالب بأن يكون العمل بهذه الورقة لأن اقتصاد البلد منهار واقتصاد البلد راح في داهية، الورقة الثانية عن رأي الحزب في حل قضية دارفور والسلام، والورقة الثالثة كانت حول الدستور والتعديلات في الدستور الانتقالي ثم الحديث عن دستور السودان المستدام، ورأي الحزب قدمه صراحة للمؤتمر الوطني والمفاوضات بينهم والتبادل كان عن طريق المذكرات. { ألم تكن هناك ورقة عن المشاركة في الحكم؟ عن المشاركة في الحكم الحزب الديمقراطي الاتحادي قال رأيه، ورأيه أنه يرفض مشاركة هامشية أو شكلية.. أن يعطونا وزارتين أو ثلاثة. ثم بسرعة قال: هذه ليست قضيتنا، قضية الحزب هي القضية الاقتصادية وقضية دارفور وقضية دستور هذا البلد، هذه هي القضايا الكبرى ولذلك فالحزب لم يكن من أولوياته في المفاوضات المشاركة. { لكن يبدو - من خلال خبر قبولكم بالمشاركة الذي نشر أمس - أن الوطني استطاع أن يقنع حزبكم بالمشاركة في الحكومة المرتقبة؟ لا، أولاً الوطني لم يقنع الحزب، والحزب قراره واضح ألا مشاركة. وكل ما ينشر عن المشاركة في هذه الصحف هو.... واليوم أنا قرأت في صحيفة (آخر لحظة) خبراً: قطبي نفى هذه المشاركة وقال الحزب الاتحادي الديمقراطي يتفاوض معنا حول قضايا وليس حول مشاركة. { إذا عرضت عليكم مشاركة ليست هامشية ولا شكلية؛ وزارات سيادية ومناصب كبيرة. هل ستقبلون بالمشاركة؟ شوفي.. أنا أقول لك ما المشاركة التي (يفترض أن تحصل)؟ هذه البلاد الآن مستهدفة، وهذه البلاد تتعرض لعمل خطير جداً، والذي سيشارك يشارك في مسؤولية تاريخية.. فنحن إذاً نريد أن نتحملها كاملة معهم في كل شيء، قد تدخل فيها المحاكم الدستورية، الشركات، وكل المؤسسات التي يهيمنون عليها وهي عندهم (مناطق محظورة) ولا يحبون أن يدخل غيرهم فيها، علينا أن نتحمل المسؤولية كاملة معهم.. أما (مشاركة هاكم الوزارة الفلانية والوزارة العلانية.. لا، لا، لا.. هذا كلام مرفوض.) نحن عرض علينا هذا ورفضناه. { ألم تطرحوا عليهم وجهة النظر هذه، التي طرحتها الآن وأن هذه مسؤولية تاريخية و...؟ - طرحناها عليهم، قلنا لهم: (يا أخوانا المسألة ما تاخدوها بالبساطة دي).. هذه مسؤولية بلد، ليست مسؤولية حزب.. وهم يعلمون أن ما يحدث الآن في هذا البلد لن يستطيع المؤتمر الوطني بمفرده أن يتحمله وأن يواجه ما هو قادم على هذا البلد، ولن يستطيع الاتحادي الديمقراطي بمفرده، ولن يستطيع حزب الأمة، هذه مرحلة تتطلب من الناس أن...، نحن لا نقول يتخلى كل أحد عن حزبه أو عن برنامج حزبه، لكن يصلوا إلى الحد الأدنى من الاتفاق الذي يخرج البلاد من هذا النفق الضيق. { من المواضيع التي طرحت أيضاً في الحوار مع الوطني موضوع تحكيم الشريعة الإسلامية.. أنا أعرف أن هناك خلافاً بينكم والوطني؟ ليس هناك أحد يرفض الشريعة هؤلاء ناس مسلمون، (وما في زول برفض الإسلام على الإطلاق) لكن إذا أردت أن تطبق الشريعة...، (دخل جعفر نميري قبل ذلك وأجاز قوانين سبتمبر، والشريعة ليست هي قوانين سبتمبر الجنائية، هذا جزء بسيط من تطبيق الشريعة الإسلامية، الشريعة الإسلامية لابد أن يكون فيها مساحة كبيرة من الحريات والديمقراطية، لكن لا يمكن أن تجيء مجموعة حركة إسلامية أو فصائل إسلامية جربت المشروع الحضاري وفشلت، ونميري جربها وفشل. لا، نحن مسلمون ولا نرفض تطبيق الشريعة الإسلامية. { ولكن..؟ ولكن كيف تطبق الشريعة الإسلامية وفي أي جو.. هذه مسألة يجب أن يكون النقاش فيها كبيراً وواسعاً، والآن ومنذ أن جاءت هذه الإنقاذ قالت إن البنوك تتعامل بالشريعة الإسلامية، وحتى هذه اللحظة ليس هناك بنك يطبق الشريعة الإسلامية، البنوك الآن تتعامل بالطريقة الربوية المفروضة عليه من دول العالم، وهذه مشكلة، الشريعة ليست كلاماً للعاطفة وكذا، هذه قضية بلد ودستور، والله (على العين والرأس) الشريعة، تطبق، لكن... { مقاطعة: رؤية المؤتمر الوطني أنه الآن بعد الانفصال البلد أصبح فيها أكثر من 90٪ مسلمين ولذلك هم قالوا (الآن نطبق الشريعة).. والاتحادي يقول: (لا، المسألة ليست كذلك). هي المسألة ليست كذلك فعلاً. المسألة ليست كذلك، قبل الانفصال عندما كان الجنوبيون موجودين معنا كان لهم دينهم وكنائسهم، الآن أيضاً هناك ملل أخرى.. ليس جنوبيين.. { مقاطعة : لكن أصحاب هذه الملل هم الأقلية؟ (وهل قبيل كانوا ما قادرين يطبقوا الشريعة الإسلامية لأنه كان هناك جنوبيين)؟ ... الجنوبيون ما عندهم شغلة بالشريعة.. (لكم دينكم ولي دين).. في الشريعة الإسلامية أصلاً لا إكراه في الدين.. هذا ليس عذراً، ولا سبباً، ولا مبرراً لأن يقولوا هذا الكلام لكن هم لهم (منهج خاص) ولهم أيدولوجية إسلامية خاصة ويريدون أن يطبقوا هذه الأيدولوجية الخاصة.